القواسمي: انتقاد واسع لإسرائيل داخل الكونغرس الأميركي نتيجة جهود الجالية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 2021-06-02 الساعة: 13:52- شقيدح: إسرائيل لم تعد ملف إجماع داخل المجتمع الأميركي
رام الله - اعلام فتح - قال المتحدث باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، إن التغيير الذي شهدناه في الفترة الأخيرة في السياسة الأميركية جاء نتيجة حراك الجالية الفلسطينية في أميركا ووحدتها واتفاقها على رواية واحدة والتي ابتعدت عن كل الخلافات الداخلية.
وأضاف القواسمي في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين، ان الإدارة الأميركية وأعضاء الكونغرس لا يعبرون عن مواقفهم الرافضة للعنصرية الاسرائيلية التي سمعناها، إلا بعد تغيير في الرأي العام الأميركي.
وأكد أن "لدينا الآن جالية منظمة في أميركا تدق أبواب الكونغرس وتعطيهم الوسائل والعرائض، وللمرة الأولى نشاهد عشرات من أعضاء الكونغرس ينتقدون إسرائيل انتقادا شديدا بعد أن كان هذا الأمر غير مألوف في السابق، ولم تكن هذه الأعضاء تجرؤ على ذلك".
وشدد على ضرورة استثمار هذه الأصوات لصالح الحراك من أجل القضية الفلسطينية، كما أن المرحلة المقبلة ستشهد نضالا من قبل الجالية لإسقاط نظام الفصل العنصري.
ولفت القواسمي إلى أنه "كان محرما انتقاد اسرائيل في أميركا سابقا، لكننا اليوم نشهد عشرات المقالات التي تكتب يوميا انتقادا لها ومن بينهم كتاب يهود ينتقدون نظام الأبارتهايد والتمييز العنصري الاسرائيلي، إضافة لمواقف إيجابية في نقل الرواية الفلسطينية من قبل فضائيات عالمية مثل الـ"CNN" للمرة الأولى، وما قامت به صحيفة "ذا نيويورك تايمز" التي وضعت على صفحتها الأولى صورة 63 طفلا فلسطينيا بعنوان "هذه هي الأهداف الاسرائيلية مع كتابة قصة كل طفل في الداخل".
وأكد أن حرب الرواية لا تقل أهمية عن الحرب في الميدان، مشيرا إلى أن اسرائيل تحاربنا بالرواية عبر كل التفاصيل، من الثقافة إلى اللغة إلى العادات والتقاليد.
وذكر أنه بالمقارنة بين حربيْ عام 2014 و2021 على قطاع غزة، في الحرب الأولى لم يكن هناك ضغط أميركي كافٍ على اسرائيل، أما في الحرب الأخيرة فقد أدى الجهد المميز والمتواصل عبر كل الطرق ووسائل التواصل الاجتماعي، وصولا لأعضاء الكونغرس والبيت الأبيض وما بدر عنه من ضغط كبير، حيث طالب 500 عضو من العاملين مع الرئيس الأميركي جو بايدن بوقف العدوان على غزة وحي الشيخ جراح.
وأشار القواسمي إلى أهمية دور وسائل التواصل الاجتماعي عبر توجيه آلاف الرسائل والإيميلات التي تصل لأعضاء الكونغرس، والتي تتحدث عن قضايا مختلفة حول الشأن الفلسطيني إضافة للقضايا اليومية، مثل الأطفال المعتقلين لدى الاحتلال، إضافة لقضية تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
وحول سياسة الإدارة الأميركية الجديدة قال: "نرحب بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وإعادة تمويل الأونروا، والتأكيد على أن القدس الشرقية ما زالت كما كانت قبل إدارة ترمب السابقة، ولكن هذا كله لا يكفي، نحن نريد لهذه الفترة أن تشهد خطة لإنهاء الاحتلال عبر الرباعية الموجودة مع أطراف أخرى وخلال مؤتمر دولي تكون مدخلاته الشرعية الدولية والقانون الدولي والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وأن كون مخرجاته إنهاء الاحتلال ضمن سقف زمني واضح".
وشدد القواسمي على أهمية الوحدة الوطنية وتقديم جهود مضاعفة من الكل الفلسطيني، خاصة الجالية الفلسطينية في الساحة الأميركية، وصولا إلى أن تصبح الإدارة الأميركية حيادية ومتوازنة.
من ناحيته، أكد الناشط في جاليتنا بالولايات المتحدة الأميركية سنان شقيدح، أن الجالية أصبحت أكثر تنظيما في العلاقة مع الكونغرس الأميركي، وأكثر خبرة مما سبق وتحمل مطالب سياسية دقيقة ومدروسة.
وقال شقيدح "منذ 4 أعوام أصبحنا أكثر تنظيما في العلاقة مع الكونغرس الأميركي، وبتنا قادرين على تقديم منح وتبرعات لأعضاء الكونغرس المؤيدين للحق الفلسطيني أكثر مما يدفعه أنصار اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف: "الأعوام الأخيرة الماضية شهدت تنسيقا أكثر بين المؤسسات والجاليات الفلسطينية واتفاقا ضمنيا للابتعاد عن الخلافات، والتركيز على الحملات والبرامج السياسية المتفق عليها بالإجماع".
وتابع "الجالية أصبحت أكثر خبرة، وتحمل مطالب سياسية دقيقة بدءا من الهتافات واصدار البيانات والظهور عبر وسائل الاعلام"، لافتا إلى أن "عدد أعضاء الكونغرس ممن يؤيدون بشكل صلب القضية الفلسطينية خلال الدورة الانتخابية الماضية كان 3 أعضاء والآن أصبحوا 25 عضوا، وهناك مسعى لتوفير الحماية لهم والتمويل لإعادة انتخابهم".
وبيّن أنه خلال الأحداث الأخيرة نجحت الجالية الفلسطينية عبر يوم واحد في إخراج 64 مظاهرة في 60 مدينة، وهذا يكشف حجم شبكة الجالية ومؤسساتها.
وأشار شقيدح إلى أن اسرائيل لم تعد ملف اجماع داخل المجتمع الأميركي، بل باتت ملفا خلافيا داخل الحزب الديمقراطي، وبين الأقليات التي تؤيد شعبنا الفلسطيني بالمطلق، مؤكدا دور مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك التغيير، وان الحضور الفلسطيني عبر هذه الوسائل كان أفضل، وان قوة الحق الفلسطيني كانت ظاهرة بوضوح.
وأشاد بتغيّر لغة الخطابة تجاه اسرائيل واستخدام مصطلح "دولة الفصل العنصري"، الذي بدأت منظمات حقوق الإنسان وأحزاب الأقلية وأعضاء كونغرس باستخدامه.
وأكد شقيدح أن عمل الجالية لم ينته بانتهاء الحرب على غزة قائلا: "هناك جهود مستمرة ومتواصلة لضمان انهاء الاحتلال الاسرائيلي".
m.a