عن فتح
مفوضية الاعلام والثقافة والتعبئة الفكرية
نبذة عن حركتنا
حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتـــــح
أولا: مسيرة حركة فتح
1. انطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح في 1/1/1965 بعد اعدادات استغرقت الفترة بعد النكبة 1948 إلى النشأة عام 1957م، وإصدار اول مجلة تحت اسم فلسطيننا عام 1959.
2. في العام 1968 شكلت معركة الكرامة الانطلاقة الثانية فتوافد المناضلون من الأمة العربية للانخراط في صفوف الفدائيين التي خاضت بهم فتح آلاف العمليات.
3. رسمت حركتنا مسار النضال العسكري، ثم السياسي، مترافقا مع الاعلامي والاجتماعي والاقتصادي منذ العام 1974 وصعود الخالد ياسر عرفات منصة الأمم المتحدة لأول مرة في تاريخ الثورات.
4. كانت الفترة بين العامين (1965-1987) مرحلة نضال ثوري ارتبط بالعديد من العمليات التي من أبرزها عمليات: سافوي ، مطار اللد ، دلال المغربي ، ديمونا، كريات شمونة....
5. في العام 1987 وانتصارا لخط الحركة النضالي المتجدد، وبإشراف أول الرصاص أول الحجارة خليل الوزير (أبو جهاد) انطلقت انتفاضة الحجارة (1987-2003) التي اعلن في خضمها قيام دولة فلسطين عام 1988، ليعترف بنا العالم.
6. كانت محطة التسوية ممراً اجبارياً في ظل الخنق الاقليمي والعالمي لمسار الثورة ، وفي ظل انهيار النظام العربي إثر حرب الخليج وانهيار المعسكر الاشتراكي، وبعد القضاء على القوى العربية الفاعلة، ونضوب الدعم المالي والسياسي، فوقعت (م.ت.ف) اتفاقيات أوسلو في الاعوام 1993 ، 1995 .
7. دخلت طلائع قوات منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) وحركة فتح فلسطين محققة انجاز العودة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين من خارج الوطن.
8. استطاعت قيادة الحركة والمنظمة وعبر السلطة الوطنية الفلسطينية تحقيق انجازات ذات طابع هيكلي مثل توسيع سلطة التشريعي والرئيس، وبناء المؤسسات والوزارات كمقدمة هامة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
9. رفضت حركة فتح تنصل الاسرائيليين من "اتفاقيات أوسلو" التي كانت من المتوجب أن تنتهي عام 1999 بالحل النهائي، فخاضت صراع المستحيل في محطة (كامب ديفيد) التي رفضت فيها القيادة التنازل عن القدس مطلقا، وانطلقت انتفاضة الاقصى ما بين العامين 2000 – 2004.
10. مع استشهاد الرئيس أبو عمار، واستلام الرئيس أبو مازن أكملت الحركة مهمة بناء الوزارات والمؤسسات وتوسيع الاعتراف العالمي بدولة فلسطين، إلى أن حققت لبلادنا فلسطين صفة دولة غير عضو في الامم المتحدة ، وما زال النضال والمقاومة مستمرة.
ثانيا : القادة الشهداء
كوكبة الشهداء طويلة سواء من القيادة في الصفوف الأولى، أو الكوادر، أو في شعبنا الفلسطيني عامة، ومن شهداء اللجنة المركزية لحركتنا العملاقة :
1. ياسر عرفات (القائد المؤسس)* (1929-2004)
2. عبد الفتاح حمود. (1933-1968)
3. ممدوح صيدم (أبوصبري).(1940-1970)
4. أبو على إياد. (1935-1971)
5. كمال عدوان. (1935-1973)
6. أبو يوسف النجار.(1930-1973)
7. ماجد أبو شرار.(1936-1981)
8. سعد صايل (أبوالوليد) (1932-1982)
9. خليل الوزير . (1935-1988)
10. صلاح خلف. (1933-1991)
11. هايل عبد الحميد.(1935-1991)
12. خالد الحسن. (1928-1994)
13. صبحي أبو كرش (ابو المنذر).(1936-1994)
14. فيصل الحسيني . (1940-2001)
15. صخر(يحيى حبش).(1939-2010)
16. هاني الحسن.(1938-2012)
17. عثمان أبوغربية (1946-2016)
18. عادل عبدالكريم (1933-2017)
ثالثا : مبادئ وفكر وثقافة الحركة
1. انطلقت الحركة في زمن الركود والهزيمة واللجوء لتكون مفتاحا للفعل والحركة والنشاط والتقدم فكانت (حركة).
2. ولأن تحرير الإنسان من عوامل الاحباط والتبعية والخضوع للاحتلال والاستبداد كان هدفا مترافقا مع تحرير الأرض السليبة ارتبط مفهوم (التحرير) باسم الحركة.
3. عانت الحركة من تنازع الأحزاب والجماعات التيارات شرقا وغربا، التي أشبعت الجماهير بالشعارات خالية المضمون ، واستعراضات بلا فعل، فكان منهج (الوطنية) في الحركة تعبيرا عن الانتماء الحقيقي لفلسطين: بالتكريس للقضية، والتركيز عليها، وإعطائها الأولوية على ما سواها من قضايا الأمة أوالعالم.
4. فلسطين هي الهدف ، وفلسطين هي الموطن منذ آلاف السنين لكل العرب الفلسطينيين لم تدخلها قدم غريبة إلا زالت لذلك كانت (فلسطين) هي البوصلة النضالية.
5. نضال أبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح جزء من نضالات الأمة العربية، وامتداد لنضالات أبطال فلسطين أمثال: الشيخ عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني وعبد الرحيم محمود ويوسف ابو درة والشيخ فرحان السعدي وحسن سلامة .... تنهل من نبع حضارتنا.
6. عانت القضية الفلسطينية من تدخلات بعض الأنظمة العربية التآمرية فرسمت حركتنا في شخصيتها معنى (الاستقلالية) في الإرادة، والقرار الوطني، بالتنسيق مع الأمة العربية من منطلق أنداد لا أتباع.
7. لأن حركة فتح بوتقة تنصهر فيها كل التيارات الفكرانية (الأيديولوجية) حمل فكرها صفة الاعتدال والوسطية والمرونة، فشكل الفتحاويون تيار العقلانيين في إطار حضارة أمتنا العربية الاسلامية.
8. حركة فتح أسهمت في بناء الشخصية الوطنية في الاتجاهات الثلاثة : الشخصية المتعلمة المثقفة، والشخصية العاملة المعتمدة على نفسها وقدراتها، بتعاون الاشقاء وأحرار العالم، والشخصية النضالية الثورية المقاوِمة في كافة المجالات.
9. إن البعد الانساني في حركة فتح جعلها تؤمن بالحرية والتعددية والديمقراطية والمشاركة ، كما تؤمن بحقوق الانسان والمجتمع المدني الذي يتعايش فيه الجميع بكرامة وعدالة ساعين للتقدم والنهوض.
10. مزجت الحركة بين الفكر الطليعي والفكر الجماهيري ، بين منهج التفكير التعبوي والتفكير السياسي- الواقعي ، بين فكرها المستقل والانفتاح على المحيط، وجعلت من بوصلتها فلسطين، وكانت طموحات الجماهير في التحرر، وفي الوحدة الوطنية وفي وحدة الأمة العربية وازدهارها رسالة لها.
رابعا : آفاق الثورة والنضال
1. تتبع حركة فتح في نضالها أساليب بث الوعي السياسي في بحر الجماهير ، وإيقاظ الأمة عبر الإعلام والتعبئة والتثقيف ، وتمارس كافة أشكال الكفاح الوطني بالمقاومة العسكرية، والانتفاضات، والمقاومة الشعبية والزحف الشعبي، وتجعل من التوقيت واختيار الوسيلة وطبيعة المرحلة محدّدا للقرار.
2. استطاعت حركة فتح بمرونة فكرها الثوري أن تنتقل بين الوسائل، وعينها على الهدف فخاضت التجارب وحققت النجاحات والانتصارات.
3. أصيبت حركتنا كجسم حي بالإخفاقات والأزمات في مراحل محددة، وتمكنت من تجاوزها بعقلية المراجعة الذاتية الدائمة والاعتراف بالأخطاء، وتنقية الثوب دوما والتقدم للأمام .
4. في مرحلة العمل العسكري المباشر أخرجت حركتنا القضية من دائرة النسيان وأصبحت قضية عربية وعالمية .
5. في مرحلة العمل السياسي المقرون بالعمل العسكري حققت طائفة من العلاقات التي أسهمت بتمتين الثورة ، وفي إطار الانتفاضات (الحجارة ، النفق ، الاقصى) فأسهمت في بناء مداميك الدولة الفلسطينية الواعدة .
6. وفي إطار نضالنا السياسي والإعلامي والدبلوماسي والجماهيري استطعنا عزل الكيان الصهيوني عن دائرة التأثير العالمي كجهة متفردة.
7. كان لنضال حركتنا في المقاومة الشعبية المدنية المتواصلة، ونماذج (باب الشمس) و(عين الحجلة) وأخواتها، أن هزّت أركان فكرة التوسع الصهيوني، كما فعلت تضحيات شعبنا في رد الاعتداءات المتواصلة على غزة والقدس والضفة، وصولا لغضبات وهبات القدس وكل فلسطين، وانتصار الأقصى عام 2017.
8. وفي مرحلة الثبات على الأرض والصمود في الضفة وغزة ومناطق الـ 48 التي نعيشها اليوم أصبح الفلسطينيون شوكة في حلق الخرافات الصهيونية البائدة، ومخططاتهم لاقتلاع شعبنا من أرضه.
9. لن يتحقق النصر النهائي بإذن الله تعالى، إلا وعلم فلسطين يرفرف على مآذن وكنائس وأسوار القدس عاصمة دولة فلسطين ، وعودة اللاجئين.
10. مسيرة التضحية والنصر مسيرة طويلة فلنتجهز، فالطريق شاق وطويل ونحن لها، والله معنا.
خامسا : معالم فلسطينية صناعة فتحوية
تستطيع حركة فتح أن تفخر أنها تركت (أيقونات) وعلامات بارزة وبصمات لا تنسى في تاريخ فلسطين والأمة العربية، اذ أن حركتنا :
1. كان لها شرف إطلاق الرصاصة الأولى في الثورة المعاصرة، والحجر الأول في الانتفاضات، في ظل جو الهزيمة العربي، والصمت المطبق والتآمر والانفضاض العالمي عنا ، الذي سعى لأن يكون النسيان مصير قضيتنا، فأيقظنا العالم.
2. قدمت الحركة عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين، وزرعت بذرة النضال التي لم تذبل في كل بيت فلسطيني.
3. أعادت "فتح" الاعتبار للحطة الفلسطينية والثوب الفلسطيني المطرز وللأم الفلسطينية وللمنتج الفلسطيني ولمفهوم الشهادة، ولمعنى النضال، عندما كان الآخرين يغطون في نوم عميق.
4. صنعت الحركة مدارس في الاقتصاد قبل بناء السلطة ، ومدارس في التعددية الفكرية، وربطت ربطا محكما بين الداخل والخارج فشعب واحد نحن أينما كُنا.
5. رسخت حركة فتح أخلاق وقِيَم الصدق والمحبة والتعلم من الجماهير، واحترام عادات وتقاليد الشعب والاستماع للناس عبر النقابات والمؤسسات والجمعيات، وتلبية طموحاتها.
6. صنعت حركتكم رجالاًمناضلين يُصيبون ويخطئون دون عليائية، أو افتراض الصواب المطلق، أوإدعاء القداسة في شخوصها وقراراتها مطلقاً، يتقبلون النقد، في إطاره، ويمارسون النقد الذاتي.
7. بنت حركة فتح الثورة الفلسطينية كما بنت منظمة التحرير الفلسطينية بيتا وكيانيه معبرة، ثم أقامت السلطة الوطنية الفلسطينية مرحلة نحو الدولة.
8. اهتمت الحركة وما زالت بالطلاب والشباب والأشبال والزهرات في كافة المراحل، وما زالت تراهم ذخيرة الثورة وحلمها النابض بالحياة وأملها القادم بالنصر النهائي.
9. حركة فتح انطلقت تزرع، وتزرع فحصدنا اليوم الكثير، وحصد معنا من لحقوا بنا فكانت أول من حمل المنجل مع البندقية.
10. حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح هي: ثورة طائر الفينيق، ومِداد القلم الذي لا ينضب لأنها (ثورة حتى النصر).
حركة فتح : فجر كل يوم جديد
- حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تنظيم فلسطيني عربي نضالي طليعي وجماهيري يهدف سياسيا لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني و لتحقيق الاستقلال الوطني لدولة فلسطين.
- حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الاختصار لاسمها جاء بأخذ اول حرف من كل كلمة شكلت اختصار الاسم لتصبح (حتوف) ومفردها (حتف) ما يعني الموت باللغة العربية، وما نحن الا ثورة للحياة، فقلبت الى فتح لما للكلمة من دلالات عظيمة تنبع من عمق حضارتنا العربية الاسلامية.
- تأسست الحركة بنَفَس الطليعة الثورية المؤمنة اثر نكبة العام 1948 واحتلال فلسطين، وتشكل امتدادا طبيعيا لمسيرة الثورات و الهبات الانتفاضات الفلسطينية منذ اواخر القرن 19 و بدايات القرن العشرين ضد الأطماع الاستعمارية ثم التغلغل الصهيوني.
- يؤرخ لنشأه الحركة من خلال تجمع النويّات المؤسِّسة التي كانت منتشرة حول العالم ،وخاصة في كل من فلسطين ومصر والاردن والخليج العربي ،لاحقا في أوروبا ،وهي البؤر أو النويات التي كانت تحمل نفس الافكار و التوجهات الوطنية والاستقلالية والعلمية.
- يعتبر العام 1957 مرجعا لأول اجتماع تأسيسي هام ضم المؤسسين الاوائل وكان من بينهم ياسر عرفات و خليل الوزير وعادل عبد الكريم واخرين اثنين لم يكملا المسيرة.
- الفترة الممتدة من العام 1957-1965 اتسمت بالاعداد و التجهيز سواء عبر توسيع الاستقطاب و تلاقي الأنوية المنشرة عبر العالم ،أو من خلال كتابة الادبيات الاولى للحركة خاصة (هيكل البناء الثوري) و(بيان حركتنا).
- في العام 1959 أصدرت حركة فتح صحيفتها الاولى تحت اسم (فلسطيننا- نداء الحياة) و كتب فيها المؤسسون الثلاثة، واخوة اخرين، وصدرت في لبنان برئاسة توفيق حوري.
- انضم لحركة فتح كل اصحاب الفكر الوطني و الثوري، و الخارجين من عباءة أحزابهم التي رفعت شعارات ثقيلة لم تحمل منها الا الكلمات فطلقت الفعل واعطت أولوية لما هو غير فلسطين، فطلقوها هم وخلعوا رواء الحزبية وانتموا لحركة فتح.
- التنظيمات الأيديولوجية التي فشلت في البدايات وتفشل اليوم هي التي حملت الفكر الشيوعي أو الفكر القومي أوالفكر الاسلاموي لانها وضعت أولويات أخرى تعدت فلسطين بالاهداف العالمية لا الوطنية.
- في العام 1965 كان الاجتماع الفاصل الذي أطلق المارد الفلسطيني الثائر من القمقم قفاز تيار العمل أو تيار (المجانين) برئاسة ياسر عرفات على تيار (العقلاء) فانطلقت الثورة في 1/1/1965 عبر عملية عيلبون لتكون طلقة في سماء الامة اللاهية فتصحو، ولتشكل حركتنا حركة فتح رأس الرمح والطليعه المتقدمة للامة العربية نحو التحرير.
- في الفترة من 1964-1967 توسعت العلاقات الحركية مع الدول العربية وخاصة مع الجزائر التي تحررت حديثا، حيث افتتح فيها أول مكتب للحركة بإدارة خليل الوزير(أبوجهاد)، وتبلور حينها شعار (فلسطين طريق الوحدة) وشعارنا الخالد (ثورة حتى النصر).
- أواخر العام 1967 وإثر (النكسة) حدث اللقاء التاريخي الشهير بين قيادة حركة فتح والرئيس جمال عبد الناصر الذي طلب إشعال حرائق في المنطقة فما كان من ياسر عرفات الا أن قال (سنشعل ثورة)، وهذا ما حصل من دخوله لفلسطين وتنظيم الخلايا الفدائية فيها من الشمال الى الجنوب.
- تعتبر معركة الكرامة للعام 1968 مفصلا هاما جعل من القلّة المؤمنة قادرة على الرد على الكثرة الصهيونية المعتدية المدججة بالسلاح، فحققت انتصارا باهرا وذلك في جو هزيمة عارم عصف بالأمة بعد النكسة ،فأدت معركة الكرامة لانبعاث الأمل من جديد، وفي ظلها بزغ نجم حركة فتح بشكل ساطع ما أدى لتوسع كبير في العضوية والانتماء للحركة فزادت الأعباء التثقيفية والتنظيمية والسياسية.
- تواصلت الثورة مشتعلة بآلاف العمليات البطولية في الفترة من (1968-1971) ما يسجل بفخر لحركة فتح والفصائل الفلسطينية التي اعتمدت في نظريتها الثورية على تكتيكات حرب العصابات و"الحرب الشعبية طويلة الامد"، لاسيما بعد انضواء قيادة الحركة في إطار (منظمة التحرير الفلسطينية "م.ت.ف") كإطار فلسطيني وحدوي جامع، عضو أساس في جامعة الدول العربية.
- إثر الأحداث الدامية في الأردن الشقيق خرجت الثورة الفلسطينية وحركة فتح الى لبنان، ولتستمر في حربها الطويلة الامد ضد الصهاينة (1971-1982) مستخدمة تكتيكات جديدة من العمليات الاستشهادية ،وعمليات البحر ، والعمليات ضد المستعمرات ، واختراق الحدود، والقصف المدفعي، في ذات الوقت الذي يبدأ فيه بناء وتطوير المؤسسات الاعلامية والاقتصاديه والنقابية والثقافية لتعمل جنبا الى جنب مع الفغل العسكري الميداني.
- شاركت حركة فتح في حرب 1973 حرب 10 رمضان المجيدة، ففتحت جبهة في الداخل، واثبتت أنها (الرقم الصعب في معادلة الشرق الاوسط) الا ان تغير المسيرة العربية من الاعداد للحرب نحو التسوية دعى الحركة والمجلس الوطني الفلسطيني لوعي وادارك المتغيرات العميقة، وبالتالي تبنى ما أسميناه (الواقعية السياسية) ضمن تبني برنامج النقاط العشر عام 1974 التي تقرر اقامة (سلطة فلسطينية على أي شبر يتم تحريره أو استرداده) فظهرت تنظيمات الرفض و القبول.
- بعد زيارة الرئيس المصري للقدس والضجة التي أحدثتها في العالم، لم تمر"اتفاقيات كامب ديفد" اللاحقة بين مصر و"اسرائيل" (1978-1979) بسهولة على العالم العربي، فرفضتها الثورة الفلسطينية وحركة فتح فظهر تيار (الصمود والتصدي) من الدول الرافضة للاتفاقيات والمنظمات.
- صمود بيروت الاسطوري ضد آلة الحرب الصهيونية بقيادة مجرم الحرب "شارون" جعلت من الفدائي الفلسطيني أسطورة في الصمود والحصار، في البطولة والكارثة، وهو الصمود العنيد بمواجهة قصف طيران اسرائيلي لم ينقطع، كاد يناظر حجم وكثافة القصف في الحرب العالمية الثانية، وسجل بفخر قدرة العربي والفلسطيني على صنع المعجزات في زمن المستحيلات.
- ما بين الخروج من بيروت الى المنافى وحرب طرابلس ضد المنشقين على حركة فتح المدعومين من نظام عربي بعينة في العام 1983 عانت الثورة ألم التشرد الجديد والقتال فآثرت الانسحاب من معركة الدم، وبعد تدخلات دولية للخروج من طرابلس وكما حصل في بيروت.
- على الصعيد الثقافي أصدرت حركة فتح نشرة (فتح) اليومية والتي تحولت لاحقا الى دورية، كما اصدرت عديد المطبوعات مثل (صوت المعركة) و(العاصفة) و(الاشبال) و(الصخرة) و(الوقائع) و(القدس) و(الارض المحتلة) و(البلاد) فشكلت ذخيرة فكرية تاريخية ثقافية الى جانب الكتيبات الحركية المعروفة بالادبيات ،هذا الى جانب كتابات مفكري الحركة وقياداتها المتنوعة.
- جمعت قيادة حركة فتح بين عقلية العمل والانجاز والعقلية الابداعية،ومع تلك العقلية التنظيمية، كما جمعت أيضا بين العقلية الادارية/القيادية وتلك التنفيذية والنقدية ومارستها في الاطار القيادي الاول وكافة الأطر.
- قيادة الحركة على تنوع خلفياتها وأساليب تفكيرها ولكن مع وحدة الهدف والارادة تميزت بعقلية الاستيعاب والاحتضان وبالتالي تفهم تعدد الأدوار أو توزيع الأدوار بطريقة (عمل الفريق) وضمن المظلة القيادية (للمايسترو) ياسر عرفات، وتحت شعار (دع الف زهرة تنفتح في بستان الثورة وحركة فتح)
- لم تشكل الخلفيات الايديولوجية المتنوعة لقادة الحركة أو كوادرها أزمة مستعصية أبدا، على تعدد المحاور في مرحلة التنظير الفكري في السبعينات والثمانينات، باستثناء مرحلة الانشقاق الكبير عام 1983 التي تداخل فيها التنظير السلبي مع التدافع القيادي والدعم الخارجي فحصل الانشقاق الذي مازالت آثاره ماثلة حتى اليوم.
- تميز فكر حركة فتح بالرحابة والشمولية لمختلف التوجهات، وبإدراك المتغيرات والقدرة على صنع الحدث والتفهم وتحديد الأولويات بدقة، وتوحيد اتجاه البوصلة صوب فلسطين فتعاونت الاتجاهات كلها معا، وان في إطار صراعي أحيانا، وانتجت تراثا ثريا من النقاشات والحوارات والافكار ،فكانت (فلسطين القضية المركزية للامة العربية) وكانت نموذج الديمقراطية الفريد.
- صمدت الثورة الفلسطينية في طرابلس وبقيادة ياسر عرفات صمودا لحق ما حصل في بيروت ضد كل القوى المعادية للثورة الفلسطينية التي أسهمت بالانشقاق، وبعد الخروج من طرابلس في حروب الأشقاء ضدنا دخلت في مرحلة صراع ارتبطت بزيارة أبوعمار للقاهرة، فتشكل تيار الرفض مجددا الذي استمر بالمناوأة حتى تحققت المصالحة إثر حوارات (عدن-الجزائر) عام 1984. وخاض المناوؤن ضدنا حرب المخيمات في لبنان التي شارك فيها المنشقون وتنظيم "القيادة العامة" والصاعقة ضد الموالين لعرفات كما كانوا يطلقون عليهم (1985-1988).
- اشتهرت حركة فتح برفعها لشعار تحرير فلسطين أولا، فكانت "الوطنية" كفكرة مميزة للحركة لا تعني حب الوطن ما نتقاسمه مع الجميع وانما بمعنى (التركيز والتكرس والتخصص والاولوية) التكريس للجهد من اجل فلسطين وتحييد القضايا الاخرى امام قضية فلسطين وتخصيص العمل فيها في الإطار العربي العام فهي الاولوية القومية لنا وما هذه بالاقليمية البغيضة ، بل هي المعنى الحرفي لمفهوم الوطنية.
- تربط حركة فتح دوما بين مفهومها الأول بالتحرير والوطنية والكيانية السياسية الجامعة التي تمثلت بمنظمة التحرير الفلسطينية مع مفهوم الاستقلالية والوحدة الوطنية، فلا تكاد تعرف فكر حركة فتح الا بالأضلع الخمسة هذه، إذ انكسر منها ضلع من هذه الاضلع اختلت المعادلة وتغير وجه الحركة، وشكلت الاستقلالية للحركة هاجسا حتى اليوم لاسيما والإرث المحبط من تعاملات الانظمة العربية من القضية الفلسطينية ومع الثورة الفلسطينية في عديد المراحل ولم تكن الاستقلالية لتعني انفصالا عن الأمة مطلقا بقدر ما عنت استقلالية القرار في إطار التعاون والعمل العربي المشترك.
- يشكل العمود العروبي في حركة فتح أصلا وليس فرعا، حتى ان الانتماء للحركة ما زال في نظامها مستقرا لأي عربي، وليس لاي فلسطيني، عدا أن حركة فتح هي صانعه الشعار العميق أن (قاطرة حركة فتح والثورة لا تسير الابالقطار العربي) لذا كانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح (عربية العمق عالمية الامتداد انسانية القيم).
- في العام 1987 فجر الشعب الفلسطيني البطل الانتفاضة الاولى فصنع شكلا نضاليا جديدا تآزر مع الأشكال النضالية المتعددة للحركة والثورة من الالتحام المباشر الى العمليات الاستشهادية فالمواجهات المحدودة والتوغلات فالعمليات في داخل فلسطين الى العمليات الاستخبارية والاغتيالات في العالم وصولا للقرار باقتران العمل العسكري بالسياسي ضمن اشعار (العمل العسكري يزرع والعمل السياسي يحصد ، ومجنون من يزرع ولا يحصد).
- اعلان الاستقلال عام 1988: كان من نتائج الانتفاضة الكبرى الاولى أن أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات استقلال دولة فلسطين لتعترف بها فورا عديد الدول ولينفتح باب العملية السياسية رويدا رويدا وصولا لاتفاقيات اوسلو في عام (1993-1995).
- العملية السياسية الناجمة عن (اتفاقيات اوسلو) أنجزت عودة الآلاف للوطن، وبداية مشروع البناء للدولة القادمة ماديا و مؤسسيا وثقافيا، وفي ذات الوقت والسياق كرست حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح في الجماهير صمودا وثباتا وتمسكا بالارض رغم مساحة التعديات والاعتداءات الصهيونية التي لم تتوقف على أرضنا وشعبنا.
- لا ينكر أحد أن من منجزات حركة فتح العديدة، وهي التي تمثل الانتصارات الصغيرة المتراكمة لتحقيق الانتصار الكبير، تمثلت ببعث الوعي وترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية، وبدعم نهوض الكيانية السياسية الوطنية الجامعة عبر منظمة التحرير الفلسطينية، و بالحفاظ الأمين على فكر الاحتضان والديمقراطية و التعددية، وفي القدرة على جعل فلسطين الرابط ضمن شعارنا الخالد (لتُشرع كل أدوات المقاومة تجاه العدو).
- في إطار فكر الابداع والتطور بالحركة مع الحفاظ على الاصالة عملت الحركة على بناء الكوادر وبناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، ورفدها بالكوادر المؤهلة المدربة كمقدمة ضرورية لاستقلال دولة فلسطين تحت الاحتلال ،فتعانق المنجل مع معول البناء والقلم والحجر ليرسم انشودة الفرح والعطاء.
- لم تخلُ مراحل النضال الوطني داخل فلسطين من عثرات رغم تسجيلها لعديد انجازات تجلت بالقدرة الفذة على الصمود والرسوخ الوطني عبر اجتراح أساليب مقاومة متعددة فكانت الانتفاضة الأولى، ثم هبة النفق عام 1996 والانتفاضة الثانية (200-2004) وكانت هبة أو غضبة القدس (2014-2016) ثم كانت هبة الاقصى للعام 2017 رفضا لاجراءات تقييد الدخول للمسجد المبارك عبر البوابات الالكترونية وآلات التصوير، وما بينهما تصاعدت المقاومة الجماهيرية في مختلف القرى منذ العام 2005 حتى اليوم متخذة أشكالا في مقاومة المستعمرات والمستعمرين والمقاطعة الاقتصادية والمواجهات السلمية بالداخل والخارج من فلسطين، وفي كل ذلك كانت حركة فتح بكوادرها وأنصارها وقود الثورات والهبات والانتفاضات والمقاومة الشعبية.
- عقدت حركة فتح عبر مسيرتها الطويلة 7 مؤتمرات حركية كان آخرها المؤتمر السابع في العام 2016 واستطاعت أن تقدم نموذجا ديمقراطيا مميزا، وخرجت بوثائق ثلاثية هامة هي البرنامج السياسي والنظام الداخلي والبرنامج الوطني.
- تُعدّ حركة فتح الحركة الوحيدة التي شارك معظم قادتها وكوادرها بالمواجهات السياسية والميدانية بأشكالها المتعددة، فمنهم من نجا ومنهم من استشهد اغتيالا أو قتلا أو موتا حتى أن القيادة في الخلية الأولى اي اللجنة المركزية استشهد من رجالاتها حتى اليوم 16 قائدا مثلوا مع كل شهداء فلسطين ومع جرحانا ومع كتيبة الأسرى الأبطال في المعتقلات رموزا ونماذج وقدوة في النضالية والتفاني والتضحية التي كانت أي (التضحية مع الايمان بالنصر) من أهم قيم الحركة.
دولة فلسطين
مفوضية الاعلام والثقافة والتعبئة الفكرية
في حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح