عبد القادر أبو رحمة لاعلام فتح : الثورة في قلبي ودمي ووجداني قولا وفعلا وفي فتح تلمست الطريق الى وطني فلسطين
نشر بتاريخ: 2021-06-07 الساعة: 16:34لقاء خاص مع عضو قيادة إقليم الحركة في سوريا عبد القادر أبو رحمة
كتب الصحفي أوس أبوعطا
هو الشاعر والمحامي والقائد والنافد كان وما يزال رفقة الأخوة القادة في اقليم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في سوريا الى جانب المناضلين : المؤلف نائل حميد (أبوياسر) والشّاعر المفوّه مصطفى البدوي ( أبوخالد ) و المثقف معتز عجاج ( أبوفادي ) والأخت القائدة أمينة سر اقليم الحركة هدى البدوي ( أم السعيد ) فهم رعاة المواهب الغضة في حركة فتح وحماة الحلم الفلسطيني بالعودة لأرض فلسطين المقدسة في مخيمات الشتات في سوريا العربية .
في لقائي الأول مع الأخ أبوعبيدة لفت انتباهي الثقة و السكينة الكامنة في نفسه كياسمينة خضراء لكنها تتفتح على الدنيا شعرا ونثرا واصرارا على الحق ، حق العودة لفلسطين.
عضو قيادة إقليم سوريا /مسؤول الإعلام في أقليم الحركة فتح الأخ عبد القادر أبو رحمة (أبوعبيدة) شاعر اتى الينا من أوجاع المخيم ليعبر عنها بطريقة هادئة وصامتة ومختلفة ، اختار جمالية قصيدة النثر واختار الاحتفاء والعودة إلى الطفولة دائما ، وهو دائما يقول بالشعر أحاول أن أقبض على طفولتي الهاربة .
نشر نتاجه في مجلات وصحف عربية :السفير والناقد والنهار وغيرها .
لديه ديوانان من الشعر الأول بعنوان " دون أن ينتبه الماء" والثاني " الوردة موجز الحديقة " ولديه كتاب شذرات غير مطبوع بعنوان " الايديولوجيا حذاء الراس "وديوان شعر غير مطبوع بعنوان " نهر تخذله المياه " .
وهنا نص الحوار الذي أجريناه معه لموقع اعلام فتح التابع لمفوضية الاعلام والثقافة والتعبئة الفكرية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .
بركس 24
سؤال : أنت ابن المخيم عشت طفولتك وترعرعت فيه هل من الممكن أن تصف لنا حال المخيم حينها؟ وهل كان له أثر بالغ في شعرك وشخصيتك ؟
- بالفعل أنا عشت وترعرعت ونشأت في مخيم النيرب القريب من مدينة حلب في عام ١٩٦٤ ، كانت ولادتي في بيت صغير لكنه دافئ ، كان لدينا غرفة واحدة لثمانية شبان وأربع فتيات ،نعم غرفة واحدة كبيرة وباقي البيت عبارة عن بستان علما ان بيتنا السابق كان فيما يسمى ( بركس ٢٤) اقول /المهجع ٢٤/ حيث أن مخيم النيرب كان عبارة عن معسكر للجيش الفرنسي يقع جنوب مطار حلب الدولي مباشرةً وهذه البركسات ( المهاجع) كانت لمبيت الجنود الفرنسيين ..يبدو أن آبائنا وأمهاتنا كانوا محظوظين نوعا ما إذ وجدوا حيزا ما للسكن.
في السادسة من عمري أي عام ١٩٧٠ اصطحبني شقيقي الاكبر ماجد إلى معسكر الأشبال والزهرات وكم كانت دهشتي كبيرة عندما شاهدتهم يركضون ويقفزون ويمرحون وهم يحملون البنادق ، ثم انتقلت الى عالم المعسكر ووجود شقيقي ماجد ساهم في اندماجي المباشر في هذا المشهد المثير المحبب الى قلب كل فلسطيني وبالتأكيد كان له أثر بالغ في شخصي ووعي لذاتي وللآخر ولهويتي الوطنية ، كذلك أنا احتفظ للمخيم بصورة قديمة تركها والدي في جيب قميص ظل معلقا في بقايا الخزانة التي في الرواق المؤدي إلى باحة الديار مدة تزيد عن عشر سنين لا أمي غسلت القميص أو جعلت منه مخدة ولا والدي لبسه أو أهداه لعمي ، كنت أرى القرى تنهمر من صرر النساء في كل صرة قرية في كل قرية فلسطين. هكذا كان للمخيم ولمعسكر الأشبال الأثر البالغ والكبير في تكويني لذلك فأن ديواني الأول "دون أن ينتبه الماء "كان تعبيراً عن تأثير المخيم علي وكذلك الاونروا وبقجها حيث السراويل والأغطية وعلب السردين والملابس المخبأة في البقج . وأنا دائماً أردد بأن بالشعر أحاول أن أقبض على طفولتي الهاربة.
في فتح تلمست الطريق الى فلسطين
سؤال : أنت في عضو قيادة اقليم حركة فتح في سوريا /مسؤول الإعلام/، هلا حدثتنا عن بدايات انضمامك لحركة فتح؟ ولماذا فتح؟
- في مخيم النيرب القريب من مدينة حلب شمال سورية ولدت وعشت ودرست الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارسها قبل التحاقي بجامعة حلب كلية الحقوق وحصولي على إجازة بالحقوق من جامعة حلب وعملي بمهنة المحاماة ...في مخيم النيرب جنوب شرق حلب وفي عام 75 التحقت رفقة شقيقي المرحوم ماجد أبو رحمة الذي اصطحبني معه إلى معسكر الاشبال معسكر الشهيد عمر نعيم أبو عرب الذي كان موقعه جنوب المخيم هناك بدأت اتلمس الطريق نحو فلسطين وبدأت فتح بضوئها ونورها وشعاعها يسكن خاطري وقلبي..وبدات اتدرب في المعسكر وفي ذات العام في صيفه الحار ذهبنا لحضور دورة الشهيد القائد عبد القادر الحسيني في معسكر عدرا وبعدها في عام 78 دورة الشهيدة دلال المغربي وفي عام 79 دورة عز الدين القلق وعام 80 دورة الحاج حسن لكنني مع مجموعة والشباب الفلسطيني قررنا اعتبارا من صيف 81 الذهاب إلى لبنان للقتال في صفوف فتح والثورة الفلسطينية حيث التحقت بكتيبة الشهيد ابو يوسف النجار..وفي عام 82 وأثناء الاجتياح التحقت بكتيبة المدفعية الثانية وهكذا كما ترى منذ الطفولة والشباب كانت الثورة وفتح في قلبي ودمي ووجداني قولا وفعلا..لمقارنة الكلمة بالفعل ..كل ذلك لم يقف حائلا بيني وبين اتمامي للتعليم حتى النهاية .
لماذا فتح
أما لماذا فتح ؟ فتلك قضية اخرى ..انتمائي لفتح جاء بعد ذلك عن قناعة تامة فتح التي جسدت الشخصية الوطنية والهوية والكيانية الفلسطينية وقدرتها على الفعل الثوري والتفاف الجماهير حولها وحرصها على استقلال القرار الفلسطيني وحمايته والدفاع عنه وتعبيرها الحقيقي والدائم عن المصالح العليا لشعبنا وتصديها لأعباء هذا النضال الوطني ومساحة الحرية التي تتحلى بها فتح فكريا...
سؤال : كونك مسؤول ملف الاعلام والثقافة عضو لجنة اقليم سوريا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ماذا قدمت للمواهب الأدبية الفلسطينية الشابة في مخيمات سوريا؟
- دائما هناك مواهب جديدة ، فالحياة تتجدد ، والمبدعون موجودون ولكن بحاجة لمن يأخد بيدهم فالموهبة وحدها لا تكفي وأيضاً الاهتمام بالمواهب وحده لا يكفي ايضا إذ يجب أن يكون هناك موهبة زائد اهتمام على مدى سنين عملنا على نشاطات ثقافية في عدة مخيمات وتجمعات في دمشق وحلب وحمص . فمنتدى محمود درويش وهو منتدى ثقافي يهتم بالحراك الثقافي في المخيمات الفلسطينية ويهدف إلى خلق تقاليد ثقافية فلسطينية واكتشاف المواهب الشابة والأخذ بيدها مع قناعتي أن الابداع فردي مغرق في فرديته مع ظني أن ذلك يحتاج إلى مناخ صحي ليكون هناك ابداع وتفرد وتميز .
سؤال : برأيك من هو رائد قصيدة النثر على المستوى الفلسطيني؟ والعربي حاليا ولماذا؟
- قصيدة النثر الفلسطيني برأيي القول بذلك جرأة كبيرة. لأن النقد العربي لا يحتفي وربما لا يعترف بذلك مع العلم أن هناك أصوات شعرية نثرية فلسطينية مهمة ومنها على سبيل المثال وليد خازندار وغسان زقطان وراسم المدهون ومحمد الظاهر و زكريا محمد والمبدع الكبير حسين البرغوثي الذي تعرفنا عليه وعلى نصوصه عبر مجلة الكرمل وهناك اسماء كثيرة أعتقد أن قصيدة النثر الفلسطينية مهمة وحققت حضور كبير في المشهد الثقافي العربي دون عناية نقدية ويجب أن لا ننسى توفيق صايغ وجبرا ابراهيم جبرا.
تدفق الحياة والعطاء
سؤال : كيف ترى المشهد الشعري الفلسطيني بغياب الشاعرين العملاقين مريد البرغوثي وعز الدين المناصرة؟
- خسرالمشهد الشعري الفلسطيني خلال عام شاعرين كبيرين مريد البرغوثي وعزالدين المناصرة وكان قبل ذلك خسرنا الشاعر الكبير أحمد دحبور وقبله الشاعر الكبير شاعر الانسانية والعالم محمود درويش الشاعر الذي يغار منه الشعراء كما قال مرة أحمد دحبور.. بالتأكيد تلك الخسارات لم تمنع من استمرار تدفق الحياة لان الحياة مستمرة ورغم فقداننا لهذه الكوكبة الجميلة من شعرائنا وإحساسنا أحيانا بالفراغ إلا ان تدفق الحياة مستمر وعطاء الشعراء مستمر ونهر الشعراء يتدفق هادرا رغم حالة الفقد وان شعبنا العظيم قادر على المقاومة والتحدي والإنجاب فالشعب الذي أنجب درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وعز الدين المناصرة ومريد البرغوثي قادر أن ينجب أمثالهم وأكثر ..وتلك سنة ودورة الحياة وفي كل مجالات الابداع الادبي.
اوفياء لعهدنا وقسمنا حتى النصر
سؤال : نظمت فتح وقفات اسناد وتضامن مع أهلنا الثائرين في القدس، شارك بها الصغير والكبير، فهل بوسعك التعبير عما اختلج في صدرك ؟
- في الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة وجرحنا الفلسطيني مازال مفتوحا على المدى قمنا في إقليم سورية لحركة فتح بسلسلة نشاطات جماهيرية في كل مخيمات شعبنا في سورية في مخيم جرمانا وخان الشيح وسبينة وخان دنون والسيدة زينب والحسينية والرمدان ومخيم اليرموك ..وكانت هذه الفعاليات جماهيرية بكل ما تعنيه الكلمة حيث شارك الآلاف من أبناء شعبنا في مخيماتنا كافة تأكيدا على الاستمرار بالطريق الذي اختطه الرمز الخالد ياسر عرفات وحمل الامانة من بعده الثابت على الثوابت الاخ الرئيس محمود عباس أبو مازن وللتأكيد والإصرار بأن فتح لازالت على عهدها ووعدها وقسمها حتى النصر حتى الحرية والاستقلال والبناء كان لهذه الفعاليات الأثر البالغ برفع معنويات شعبنا وقد لمسنا ذلك على أرض الواقع من خلال تفاعل أبناء شعبنا العظيم معنا.نحن مستمرون بالعمل على استلهام سيرة ومسيرة الأوائل من أبناء وقادة حركة فتح لنستمر بهذا النضال حتى يحقق شعبنا أهدافه كاملة بالدولة والقدس العاصمة الأبدية.
سؤال :ما هي رسالتكَ لشعبنا شعب الجبارين المنتفض بوجه الآلة العسكرية الإجرامية الصهيونية المتطرفة ؟
- نقول لشعبنا العظيم شعب الشهداء والأسرى شعبنا المزروع هناك في أرض الرسالات السماوية ارضنا المقدسة بأننا على عهدنا ووعدنا وقسمنا لم نحد ولن نحيد حتى نحقق حلم الشهداء في الدولة الفلسطينية المستقلة وحقنا بالعودة ..هذا الايمان واليقين بالنصر هو الذي يشدنا دوما إليكم هناك وأنتم تحرسون تراب فلسطين على الأرض المقدس
mat