بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بمناسبة العام 57 لانطلاق الثورة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 2021-12-31 الساعة: 19:00
شعبنا الفلسطيني العظيم
يا جماهيرامتنا العربية
أيها الأحرار ألأوفياء في العالم
تدخل الثورة الفلسطينية المعاصرة عامها السابع والخمسين بقوة واقتدار لا يقل عزما وإصرارا عما كان في وعي شعبنا الوطني الفردي والجمعي ، وضمائر المناضلين الحرة ، حيث تجسد في اللحظات التاريخية التي اطلقت فيها حركتنا الرائدة انوار الثورة ، وبمسيرة الكفاح والعمل الوطني الفدائي ، والنضال بكل أشكاله منذ فجر اليوم الأول من كانون الثاني من العام 1965.
شعبنا العظيم
المناضلون الأوفياء
نؤكد بهذه المناسبة الوطنية المبادئ والأهداف الأساسية لحركة التحرر الوطني الفلسطيني ، التي كان لحركتنا شرف ريادتها وقيادتها ، اسماها وأولها الحق التاريخي والطبيعي في ارض وطننا فلسطين ، وأن الهدف من كفاحنا ونضالنا بالوسائل المشروعة المتفق عليها في القوانين الدولية هو انتزاع هذا الحق من القوى الاستعمارية التي أنشأت قاعدتها المتقدمة ووكيلها الاستيطاني ألاحتلالي العنصري ( اسرائيل ) ، فنحن نناضل لتأكيد هويتنا الوطنية الحضارية وتحرير ارضنا وشعبنا ، وتحرير العالم من ( خرافة صهيونية ) كان سوادها سببا في نكبة شعبنا ، وتعاظم وتيرة جرائم الحرب والمجازر التي ارتكبتها منظومة الاحتلال ( اسرائيل ) بحق شعبنا .
لقد كانت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ( انطلاقة حركة فتح ) قبل 57 عاما ردا طبيعيا على المؤامرة الاستعمارية العالمية التي استهدفت وجوده وثقافته ومكونات هويته الوطنية ، ونعتقد أننا كشعب وحركة تحرر وطنية فلسطينية امتلكت قرارها الوطني المستقل كنا ومازلنا العقبة الأساسية المانعة لاستكمال المشروع الاستعماري لأرض فلسطين والتمدد منها الى ألأقطار العربية ، وهذا بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني ، الذي شاركت شرائحه كافة في صياغة حالة ثورية وطنية كفاحية نوعية غير مسبوقة ، أسست لما شهدناه من انتفاضات وهبات شعبية ، كالانتفاضة الكبرى عام 1987 ، وانتفاضة الأقصى عام 2000 انتصار لمقدساتنا ، والمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الاسرائيلي ومشاريعه الاستيطانية ، مقاومة شعبية نشهد احداثها اليوم بكل فخر واعتزاز في كل انحاء الوطن ، وتحديدا في القدس، التي كانت ومازالت بمثابة الروح المقدسة للشعب الفلسطيني ، فشعبنا كان عظيما ومبدعا في تجسيد معاني الانتماء للوطن .
ونستذكر في هذه اللحظات التاريخية الهامة والمصيرية شهداء الثورة الفلسطينية ، الفلسطينيين منهم والعرب ومن أصدقاء الشعب الفلسطيني من جنسيات عديدة ، والشهداء أعضاء اللجنة المركزية للحركة وفي كل الاطر التنظيمية يمثلهم الرمز القائد الشهيد ياسر عرفات ابو عمار، كرمز للفدائي المناضل الذي كانت فلسطين نبض قلبه وعمل من اجل تحريرها في كل لحظة من حياته ، ما جعله رمزا يقتدى بكل فخر.. ويجعل من مبدأ وموقع القيادة في حركتنا فرصة للعطاء بلا حدود وبإخلاص من اجل تحرير فلسطين كما اقسمنا.
شعبنا العظيم .. ايها المناضلون في الثورة حتى النصر
إننا وبهذه اللحظات المصيرية من تاريخ مسيرة نضالنا وكفاحنا في انتزاع حقنا التاريخي نؤكد على مايلي :
أولا - الوقوف مع رئيس الحركة وقائد حركة التحرر الوطنية رئيس الشعب الفلسطيني ابو مازن فيما طرحه في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر ايلول الماضي ، حيث نعتقد اننا بصدد الدخول في منعطف يؤدي لمرحلة نضالية جديدة ، ارتكازا على حقنا التاريخي في ارض وطننا فلسطين ، واستنادا الى قرارات الشرعية الدولية التي نحثها بهذه المناسبة على الانتصار لإرادتها وتطبيق قراراتها ، فشعبنا الفلسطيني أقوى ومعطاء اكثر من تفكير أي قوة استعمارية تعتقد بإمكانية اخضاعه أوإجباره على الاستسلام ، او تحويل نضاله من أجل تحرر وطني الى رفاهية اقتصادية مادية .
ثانيا- أن القدس مفتاح السلام ، وأنه لا استقرار ولا سلام في المنطقة بدون الاقرار بحق الشعب الفلسطيني بقيام دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف ، وأن المساس بهوية القدس الفلسطينية العربية الاسلامية والمسيحية ، والاستمرار بمخططات تهويدها ، والاستيطان المترافق مع التطهير والتهجير لمواطنيها المقدسيين لن يؤدي إلا لتوسيع دوائر المقاومة الشعبية ، ونستشهد في هذا المقام الثامن عشر من ايار الماضي حيث انتفض شعبنا في كل مدن وقرى فلسطين التاريخية والطبيعية انتصار للقدس ومقدساتها ولحقوق أهالي الشيخ جراح ، ما يؤكد فشل المستعمرين الصهاينة العنصرين في تذويب الشخصية الوطنية الفلسطينية ، بل على العكس برزت ناضجة في جيل من الشباب تراهن عليه حركتنا العملاقة ليكون الامتداد الطبيعي للثورة المعاصرة .
ثالثا – ان الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست خيارا وإنما عقيدة سياسية ، واستراتيجية غير خاضعة للنقاش ، وأنها قلعتنا التي لابد منها لحماية مصالح شعبنا العليا ، برؤية وطنية ، قائمة على استقلالية القرار الوطني ، وبصيرة بعيدة المدى لاستبيان الحقائق التاريخية والوقائع التي على أساسها نحدد صيغة برنامج النضال في كل مرحلة .. ومن هنا نجدد الدعوة لحماس وكل القوى الفلسطينية في اطار منظمة التحرير أو خارجها للنظر بمسئولية عالية للمصالح العليا للشعب الفلسطيني وكيفية الحفاظ على مكتسباته ، وتطويرها بما يتجاوز المصالح الفئوية الضيقة والارتباطات بأجندات خارجية ، فشعبنا ووطننا يستحقان التضحية بكل مستوياتها وأشكالها .
رابعا – ضرورة العمل على تطوير المكتسبات التي تحققت لفلسطين وشعبنا المكافح المناضل لدى الرأي العام الدولي ، ورأينا انعكاساتها في مسيرات ومظاهرات غير مسبوقة ضاغطة في شوارع عواصم دول كبرى وأوروبية ، نعتقد أنه ستكون لها كلمة فصل اذا احسنا التعامل معها ، وعملنا اكثر على تعميق قناعات الشارع العالمي بحقوقنا وروايتنا الوطنية ، وتفنيد الخرافة الصهيونية ، وهذا يتطلب اعلى حالة من تنظيم الجهود للوصول الى انجازات اعظم وأوسع لصالح شعبنا وكفاحه الوطني ، خاصة بعد نجاحنا في تكريس صورة منظومة الاحتلال ( اسرائيل ) كنظام عنصري وتطهير عرقي وتهجير ومجازر ، نظام يرتكب جرائم حرب وضد الانسانية علنا ، ومتمرد على القانون الدولي وقيم وحقوق الانسان .
خامسا – الاستمرار بالمقاومة الشعبية كمنهج وتطوير ادواتنا ووسائلنا النضالية ، وتوسيع دوائرها حيثما كان الاحتلال والاستيطان العنصري ، وتوظيف المقدرات والإمكانيات المادية والتنظيمية لتحقيق اهدافها تحت الراية الوطنية (علم فلسطين ) كتعبير عن وحدتنا الوطنية في مقاومتنا الشعبية ، بالتوازي مع تعزيز نضالنا السياسي والدبلوماسي في المحافل والمنظمات الأممية والدولية القانونية والحقوقية ، لتطوير مكتسبات ومكانة فلسطين في خريطة العالم السياسية واستعادتها الى خريطة العالم الجغرافية .
نجدد بعد 57 عاما على انطلاق الثورة التأكيد على ايماننا بشعبنا الحاضن للثورة ، وان دماء العزيمة والإرادة الثورية المتجددة هي السبب الرئيس في ديمومة هذه الحركة والثورة التي لن ينطفىء نورها إلا بتحقيق هدف الحرية والتحرير ورفع علم فلسطين تحت قبة سماء القدس على اسوارها التاريخية وبناها المقدسة ...
هذا عهد وانها لثورة حتى النصر
mat