الرئيسة/  ثقافة

ثقافة تاريخية وانسانية / اريحا اول مدينة مأهولة على الأرض

نشر بتاريخ: 2023-07-16 الساعة: 10:59

اعلام فتح / المصدر دائرة المعارف الفلسطينية 

مسميات المدينة
ترتبط مسميات المدن بمميزاتها وخواصها فهي لا تأتي بمحض الصدفة، بل تكون صفة خُلقت مع ‏المدينة وتفوقت بوجودها، هناك من ‏المسميات ما يتم الكشف عنه، وهناك ما يبقي سرا لخاصية لم ‏تُكتشف بعد، أقدمية أريحا اعطتها مسميات مختلفة فالعصور المتعددة ‏التي مرت عليها تركت ‏أثارها وأسمائها علي أرضها، نستطيع القول انه منذ القدم قد وصفها الحميدي في معجمه ‏الجغرافي أنها من ‏أجمل وأجل البلاد في غور الشام، فأريحا تمتاز بمميزات تشُد الغريب اليها ‏فبحرها الميت سُمى ببحر الاسفلت ،هذا وقد وصفها ‏البغدادي في كتابه معجم البلدان فقال : مدينة ‏الجبارين.

هناك مسمى أخر للمدينة يقول بأن الاسم مشتق من (ريحا) بسبب وفرة الياسمين والنيروليا ، ‏هذا بجانب المسمي المتعارف عليه بين ‏الجميع وهو (يريح ) القمر، والذى يرجع ربما الي صفاء ‏سمائها او الي انتشار عبادة القمر بين الكنعانيين.

‏أيضا عُرفت المدينة بلغة سكان الجزيرة العربية (يرخو) أي شهر، وباللغة السريانية تُعنى ‏الرائحة العطرة أو الاريج، وعُرفت ‏بأسماء أخري مثل حديقة الرب وواحة النخيل ‏ ‏ ، أما في ‏لغة جنوب بلاد العرب فإن أريحا مشتقة من الفعل يريحو أو اليرح والتي ‏تُعنى كما ذكرنا أيضا ‏الشهر أو القمر.

إن مسميات المدينة تعددت بجانب المسميات الاخرى التي سيتم ذكرها فهي جميعا تُعطينا معاني ‏شاملة للمميزات المدينة أيضا وتكون ‏شواهد عليها ، فقد قال بعضهم: أريخا لغة عبرانية ، حيث ‏سميت فيما قبل أريحا بن أرفخشد بن سام بن نوح والاسم أريحا هو اسم ‏سامي الاصل ، تلفظه ‏العامة ريحا، في فترة من الفترات سُميت باسم هدية أنطوانيوس لكيلوباترا وأطلق عليها مدينة ‏وادي الصيصبان ‏وتل سلطان او عين اليشع وتعد اريحا من أقدم مدن فلسطين ولا اختلاف بين ‏الاثريين على ذلك.

أطلق عليها اسم وادى الصيصبان نسبة الي شجر الصيبصبان الذي ينتشر في هذه المنطقة، ‏و الذي يلتف حول بساتينها، ومازال حتي ‏يومنا هذا، كما عرفت المدينة باسم رويحه تصغير ‏ريحا وهي علي مسيرة 8 أميال جنوبي شرقي أريحا الحالية.

‏جميع المسميات السابقة ان دلت تدل علي شيء واحد وهو أن اصل التسمية هو سامي الاصل ‏، فهي عند الكنعانيين تعنى القمر وعند ‏العرب تعني أريحاء، أريحا القديمة لم تكن سوي تل ‏صناعي صغير يُدعي تل السلطان وهو اصل التسمية.

نري ان معظم أسماء المدينة كانت عربية خالصة وذات جذور عربية أصيلة يغرق بعضها في ‏القدم ، فنجد اشارات من خلال ‏الاسماء ان هناك لهجات عربية قديمة مما يتطلب منا جميعا الحفاظ ‏على الاسماء العربية خاصة وذلك لان أسماء القري والمدن بشكل ‏عام تكشف وتوضح لنا ‏معلومات تاريخية بعضها كان قد حُرف ايضا من خلال الاسماء نستطيع التعرف على مواقع ‏اماكن ذكرت في ‏المراجع ولم يعرف موضعها.

‏ نستطيع القول ان أريحا تُمثل المحافظة ذات الاثار والحضارة البعيدة والتي لم يُنصفها التاريخ ‏بالرغم من جذوره المتأصلة داخله، ‏أريحا البلدة المعروفة غربي النهر، قال ابن قتيبة كانت مسكن ‏بلعم أريحا والشام.

‏قال المقدسي عنها انها معدن النيل والنخيل، رستاقها الغور وزروعهم تُسقي من العيون ، ‏شديدة الحر ، أيضا معدن الحيات والعقارب ‏أهلها سُمر وسودان ، غير أن ماءها أخف وأفضل ‏ماء في الاسلام.

‏وقد سماها البعض الارض المقلوبة حيث بعدما أهلك الله الاقوام التي فعلت المنكر هناك قلبها ‏الله عزوجل ولم ينبت فيما بعد أي نبات ‏ولمدة طويلة وبقيت بقعة سوداء فرشت فيها حجارة ذُكر ‏أنها الحجارة التي أمطرت عليها وعلى قومها أو بالقرب منها حيث الاغوار، وقد ورد ذكرها ‏في التوراة باسم (اريحة) وهي اول مدينة كنعانية هوجمت من قبل بني اسرائيل ، اذ تمكن قائدهم ‏يوشع بن نون ‏كما تقول بعض الروايات من الاستيلاء علي المدينة واحراق اهلها.

جغرافية المدينة
أريحا مدينة عربية تبعد مساحة 37كم الي الشمال الشرقي من مدينة القدس و تنخفض 276 ‏مترا عن مستوى سطع البحر وبذلك هي ‏المنطقة الاكثر انخفاضا عن سطح البحر في العالم ، ‏وذلك دليل على أقدمية المدينة.

‏تنبع اهمية موقع مدينة أريحا بكونها منطقة عبور بين الاردن وفلسطين وتنفتح شمالا الي ‏بيسان، حيث تقع أريحا علي هضبة سهل ‏الغور المعروف باسمها ‏ ، لموقع مدينة أريحا اهمية ‏اقتصادية كبيرة لان المدينة قابعة في قلب واحة زراعية خصبة حيث انها كانت ‏تُزود المناطق ‏المجاورة لها بالمنتجات الزراعية كالحمضيات والموز، هذا ويؤمها الكثير من السياح لمشاهدة ‏الاثار التاريخية والاديرة ‏حولها ، أيضا للمدينة اهمية عسكرية فهي بوابة طبيعية تُشرف علي ‏الطرق المؤدية الي الاغوار والمرتفعات الجبلية وقد استاءت ‏اسرائيل من هذه المزايا فحرصت ‏على احتلالها ‏ ، أيضا كانت المدينة عقدة مواصلات تربط ارض الرافدين بأرض النيل عبر ‏الشام ‏ ‏، الحديث عن بيئة وموقع أريحا يشبه الحديث عن طبيعة ذات خصائص متكاملة سواء ‏من حيث الموقع او بنيتها أو تربتها والثي تُشكل ‏ما يُسمى بالأرض الرديئة او شبكة مياهها التي ‏عبارة عن نهر عظيم يمر فيها بجانب عيون عديدة جعل منها مكانا للفت الانظار، ‏ومناخها الذي ‏يمتاز بالدفء شتاء والحر اللافح صيفا مع مطر قليل جدا.

‏تطل أريحا علي ثاني أهم بحر في فلسطين وهو البحر الميت ذات الاهمية الاقتصادية ‏والعلاجية والسياحية للمحافظات، بالإضافة الى ‏أن البحر الميت يختزن في باطنه ثروة هائلة ‏لمجموعة كبيرة من الاملاح والمعادن ذات القيمة الاقتصادية العالية لدخولها في العديد ‏من ‏الصناعات الحديثة.

يوجد في أريحا الينابيع التي تُزود المدينة بالمياه ، فمناخها المدارى الصحراوي متوسط الامطار، ‏لم يكن قادر على تلبية احتياجات ‏المدينة من المياه، تبلغ مساحة المدينة العمرانية 6 الاف دونم ‏ويُمارس جزء كبير من سكانها الزراعة حيث بلغت مساحة الاراضي ‏التابعة لها 137.5دونما ‏فيها الزراعات المروية كالحمضيات والموز والزيتون والعنب والنخيل ‏ ، وتشمل محافظة ‏أريحا على ‏التجمعات التالية : مرج نعجة، والزبيدات، ومرج الغزال، والجفتلك، وفصايل، ‏والعوجا، ومخيم عقبة جبر، والنبي موسي ‏ ، وتبعد ‏أريحا عن نهر الاردن 7 كيلو مترات وعن ‏القدس 35 كيلومترا وقد عبدت طريق جديد بين أريحا والقدس وتمر وسط الجبال ‏والوديان ‏وتنحدر كثيرا نحو الشرق.

تقوم اريحا اليوم علي هضبة منبسطة هي احد المدرجات البحرية القديمة التي نشأت ‏بعد انحسار وجفاف البحيرة الاردنية القديمة، ‏وهى في موقعها تشبه مدينة بيسان ‏وبالرغم من ان موقع مدينة أريحا يعتبر من أكثر المناطق انخفاضا بالعالم الا ان ‏مستوى ارض ‏المدينة أكثر ارتفاعا من مستويات الاراضي الممتدة الي الشرق منها نحو ‏نهر الاردن والبحر الميت.

قامت في غور أريحا عدة مجتمعات منها مدينتا الاثم سدوم وعمورة اللتان كفر أهلها ‏لانهم كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، ‏ويقطعون السبيل ويأتون في ناديهم ‏المنكر فأهلكم الله بظلمهم.

تجري في أريحا عدة وديان من الشمال الي الجنوب منها وادي العوجا ووادي النويعمة ‏ووادي الكلت ‏.‏ ‏وقد تحدث الرحالة والجغرافيون العرب عن موقعها الجغرافي ، فيقول الاصطخري ‏عن الامتداد الطبيعي لأريحا الواقعة في منطقة ‏الغور : يبدأ الغور من بحيرة طبريا، ‏ويذهب مع الامتداد تجاه بيسان مارا بزغر، فأريحا أسفلا حتي البحر الميت ، أما ابن ‏حوقل ‏فيقول: يقع الغور ما بين جبلين غائرين في الارض جدا ينتهيان الي زغر وأريحا ‏الي الحيرة الميتة.

‏نستطيع القول أن للبيئة اثرا عظيما في الاعمار البشري من حيث التربة والمناخ ‏وفئات السكان أو من حيث التوزيع والتملك ، فالمناخ ‏القاسي في الصيف اوجد نموذجا ‏بشريا متميزا (الريحاويين) ، والدفء في فصل الشتاء ووفرة الماء أوجد اندفاعا من ‏قبل البشر علي ‏المنطقة ، واما الانخفاض عن مستوي سطح البحر فقد أوجد خزانا من ‏المياه في الجبال الغربية ، بجانب التأكيد على أقدمية المدينة ‏واحتوائها على أكثر من ‏‏22 طبقة تاريخية.

تاريخ المدينة
إن مدينة أريحا هي أقدم مدن العالم علي الاطلاق كما بينها علم الاثار حتي اليوم، وهي اقدم ‏من مدينة دمشق بخمسة الاف سنة، وقد ‏كانت مأهولة بالسكان قبل أيام أبي الانبياء ابراهيم ‏الخليل بحوالي ستة الاف سنة ، وقد ثبت بأدلة تاريخية وأثرية إن تدجين الحيوانات ‏ومعرفة ‏الفلاحة والزراعة نشأت في هذه البقعة بالذات وفيها ظهرت أول حكومة منظمة بقيادتها ‏وبضرائبها وبأعمالها الجماعية كبناء ‏السور حولها والبرج ليتولى فيه الحراس مراقبة تحركات ‏الاعداء.

‏أيضا نستطيع القول ان تاريخ أريحا القديمة يبدأ من تل السلطان فهو واحد من أكثر العيون ‏غزارة والتي هي أساس الاستيطان ‏البشري في الموقع ، حيث اظهرت الحفريات الاثرية ‏وجود12 طبقة وسباق حضاري في الموقع ، وكانت الحضارة النطوفية مرحلة ‏العصر الحجري ‏الوسيط والتي اعتمد فيها السكان علي جمع الحبوب البشرية وصيد الحيوانات وسكان هذه ‏المرحلة هم اول من سكن ‏اريحا او تل السلطان ‏ ، يرجع تاريخ المدينة الي العصر الحجري ، ‏أي الي قبل سبعة ألاف عام على مر العصور القديمة ، هذا ‏وكانت عبادة القمر منتشرة هناك ‏واتخذها الهكسوس قاعدة لهم ‏ ، هذا وقد دلت الحفريات الاثرية أن المدينة القديمة سكنت علي ‏اربع ‏فترات متتالية في عصر ما قبل العصر الفخاري او النيوليثي الاول في اريحا 6800ق.م، ‏والعصر ما قبل العصر الفخاري الثاني ‏حوالي 5500ق.م والعصر الينوليثي المتأخر في اريحا ‏ما بين 5000-2000ق.م.‏‎ ‎

‏وجود عوامل الحياة في المدينة بما فيها الزراعة وحرف وضعت الانسان البدائي على اول ‏طريق التمدن ، والذي ادي بدوره الي ‏زيادة عدد السكان في القرية الزراعية وتحويلها الي ‏ورشى عمل في مختلف مجالات الحياة فولدت حرف كثيرة اصبحت مصدر ‏رزق لكثير من ‏الحرفيين كصناعة المناجل والقطن والخشب وبذلك تكون اريحا القرية وضعت حجر الاساس ‏لبنية المدينة القديمة بكل ‏ما تعنيه من معني.

‏أما البيوت والمساكن فقد كانت دائرية الشكل تميل الي الداخل كلما ارتفعت ، مبنية من اللبن ‏، وربما كانت قبابا كالتي ما تزال نراها ‏في ارياف سورية.

‏بدأت عمليات الاستيطان اليهودي في المدينة اوائل القرن الثالث حيث غزا العبرانيون ‏فلسطين بعد خروجهم من تلال مؤاب وأقاموا ‏في مخيم ابل ومن هناك نزحوا الي فلسطين بقيادة ‏يوشع بن نون ‏، وكانت اريحا من المدن الفلسطينية التي سقطت بأيديهم كما تقول ‏الرواية ‏التوراتية ‏‎ ‎ ‏أريحا التي أقامها هيردودس خُربت واعاد الرومان بناءها حيث هي اليوم علي نهر الكلت وفي ‏عهد قسطنطين الكبير انتشرت ‏المسيحية فيها فكانت أريحا مركزا للأسقفية ، وفي عهد البيزنطيين ‏نمت وتقدمت وبني فيها يوستنيا كنيسة ضخمة تحمل اسم السيدة ‏مريم وديرا كبيرا ‏‎ ‎ ‏ومع مجيء الاسلام في القرن السابع تطورت الزراعة المروية، مما اكسب اريحا اسم مدينة ‏النخيل وذلك في الفترة التي شُيد فيها ‏قصر هشام والذي يعتبر من اهم الاثار التي خلفها الامويون ‏في كافة ارجاء فلسطين ، وكانت اريحا في صدر الاسلام أهم مدينة في ‏غور الاردن حيث ‏أُحيطت بمزارع النخيل والموز وقصب السكر والريحان والحنة والبلسم وسكنها قوم من قيس ‏وجماعة من قريش ‏ووصفها ياقوت الحموي فقال( انها ذان نخل وموز وسكر كثير له فضل علي ‏سائر سكر الغور وهي مدينة الجبارين ، وفي اعقاب ‏الفتح الاسلامي اصبحت أريحا جزءا من ‏جند فلسطين والذي كان يضم الرملة والقدس وعسقلان وغزة وأرسوف وقيسارية وأريحا ‏وعمان ‏ويافا وبيت جبرين ، وفي أيام يزيد الاموي جُعلت أريحا من جند قنسرين في القرن العاشر قسمت ‏الشام الي ست كور او ‏اجناد وكانت اريحا تابعة لجند فلسطين ‏ ‏.‏ ‏ولما اغار الصليبيون علي فلسطين قُضي علي التقسيم الادارى المذكور جند فلسطين ، وكنت ‏اريحا تابعة لبطريركية القدس وكان ‏الرهبان يفلحون ارضها ، مما جعل ارنولد الصليب ان ‏يدفعها مهرا لابنة أخيه (ايما) من يوستاى حتى تُصبح خاضعة له، وأصبحت ‏المدينة في العهد ‏الايوبي مركزا لصد هجمات الايوبيين المسلمين.

‏وصارت المدينة زمن المماليك قرية صغيرة وهي اقطاع لمن يكون نائبا في القدس الشريف ‏، وهناك الكثير من المور مفقودة عن ‏مدينة أريحا في العصر المملوكى ‏‎ ‎ ‏في عام 1910م رفع العثمانيون درجة اريحا من قرية الي ناحية يقيم فيها حاكم يُدعي المدير ‏يتوليا دراتها وادارة البدو والقري ‏المجاورة وتتبع متصرفية القدس ، وبقيت أريحا تحت الحلكم ‏العثماني الي يوم 21 شبطم وهو اليوم الذي دخل فيه البريطانيون البلدة ‏وبقوا فيها الي نهاية يوم ‏‏14 ايار من عام 1918م ‏ ‏.‏ ‏وفى عام 1918 أي في العهد البريطاني أصبح فيها مجلس محلي يُدير أربع عشائر وهي : ‏النصيرات، والكعابنة، والعرينات، ‏والسعايدة، وضمت أريحا(العوجا وديوك والنبي موس ‏والنويعمة ، وعرب العوجاء، وعرب الديوك).وبقيت هكذا حتى عام 1948م.‏‎ ‎

أثر نكبة عام 1948 وحرب عام 1967 على محافظة أريحا والاغوار
سارت الامور بخطوات سريعة وواجه المواطن الفلسطيني القوي السياسية المتجمعة لنزعه ‏من وطنه، وقد طُرد من بيته الامن الذي ‏بناه بعرق جبينه، او ورثه عن ابائه واجداده، ودرج فيه ‏وتربي ، وحمل منه ذكريات الطفولة الحلوة، وطرد كذلك من حقله وبستانه ‏وفقد حتي لقمة الخبز ‏وما يستر به جسده، وخرج بأطفاله ونسائه الي حمي اخوانه من الاقطار الشقيقة وكله أمل أن يجد ‏الراحة ‏والطمأنينة وأن يلقي من خلاله العطف والبر والرعاية ما ينسيه مرارة النكبة وقسوة ‏الكارثة ، ويمحو ما في صدره من غصة ‏وحسرة حتي هام علي وجهه في الاودية والكهوف ‏وضرب علي غير هدي بين تلال الصحاري ورمالها وقاس من نفحات البرد وألام ‏الجوع ‏ومتاعب السفر مما أودى بحياة الكثير منهم، وحل ما يُقارب 6000 من هؤلاء في مدينة أريحا. ‏ ‏كان سكان اريحا قبل عام 1948م من اهالي القدس ومن العائلات الريحاوية الاصل اضافة ‏الي العشائر التالية (النصيرات، الكعابنة، ‏السعايدة) وكانت تضم أريحا العوجا والديوك والنبي ‏موسى والنويعمة وعرب العوجاء وعرب الديوك ، لكنها بعد ذلك العام أصبحت ‏تتألف من ‏مجموعات سكانية من بيئات مختلفة بمن فيهم اللاجئون من سكان القري والمدن الفلسطينية من ‏مسيحيين ومسلمين، وفي ‏اريحا يعيش أبناء الشعب الواحد في الفة ومحبة ويربط بينهم التسامح ‏والتعايش، وتنتمي العائلات المسيحية في اريحا الي جميع ‏الطوائف مثل : طائفة الروم ‏الارثوذكس وطائفة الارمن وطائفة اللاتين وطائفة الحبش وطائفة الاقباط وطائفة السريان ‏ ‏.‏ ‏نستطيع القول ان معظم اللاجئين الذين طُردوا من بيوتهم او طردتهم العصابات الصهيونية ‏المسلحة من أراضيهم كان معظمهم من ‏قري يافا والرملة والخليل والقدس وهم يسكنون ثلاثة ‏مخيمات : السلطان، عقبة جبر، النويعمة.

‏إذن بعد حدوث النكبة نزل الكثير من اللاجئين في أريحا وعمروها وأُقيم فيها مخيم ‏عقبة جبر، ومخيم النويعمة ومخيم العوجا وبعد ‏هدنة رودس عام 1949 ضُمت أريحا ‏مع الضفة الغربية الي المملكة الاردنية الهاشمية وذلك عام 1950م واصبحت أريحا ‏مركزا ‏قضاء أريحا ، وفي عام 1967 تم تعين مجلس بلدي ثاني لأريحا ومجلس بلدي ‏ثالث ‏ ، نستطيع القول أن تتدفق الاعداد الكبير من ‏اللاجئين جعل اريحا مركزا داخل ‏الضفة الغربية حيث ارتفع شانها وأزداد عدد سكانها.‏

وشهدت هذه المرحلة تحول الفكرة الصهيونية الاستيطانية الاحلالية الي واقع استيطاني ‏إحلالي ، إذ نجحت الدولة الصهيونية في ‏طرد معظم العرب من فلسطين المحتلة عام ‏‏1948م، واستيعاب من تبقي منهم وحلت دولة الشتات أو الدولة الجيتو المرفوضة من ‏‏السكان الاصليين ، وبعد ضم الاراضي العربية بمن عليها من سكان عام 1967، ‏تحولت الدولة الصهيونية من دولة استيطانية الي ‏دولة مبنية علي التفرقة اللونية ‏وشهدت هذه الفترة ظهور المقاومة الفلسطينية المنظمة.

‏بعد حدوث النكبة مع ازدياد عدد السكان في المدينة ازداد استهلاك مياه الشرب ‏بشكل متضاعف خلال السنوات الماضية علي ‏حساب مياه الري نتيجة الهجرات المختلة ‏والتزايد الطبيعي في عدد السكان، ايضا خراب شبكة المياه لقدمها، وعدم وجود قوانين ‏‏واضحة ورادعة بحق المحدقين بالاضرار بهذه الشبكة ، هذا بالإضافة الي توزيع شبكة ‏المياه لتشمل منطقة الضاحية والمشروع ‏الانشائي ، وقد ادي ذلك الي التناقص ‏التدريجي لكميات المياه المستخدمة في الزراعة بالرغم من بقاء عدد ساعات المياه ثابتا ‏، لقد ‏نتج عن ذلك تزايد حدة الصراع بين المزارعين علي الكميات المتبقية من المياه، ‏بما يتضمن ذلك انتشار لظواهر السرقة والفساد ‏والرشاوي، في غياب جهاز وطني ‏للرقابة علي البلدية .‏ ‏ ‏ ‏أيضا عل صعيد الوضع الراهن للسكان فقد حدثت تطورات بعد النكبة ، حيث بدأت ‏المطاعم والحدائق تٌقدم خدماتها خلال فصل ‏الشتاء، وأيضا تدفق الالاف من العرب ‏الاردنيين اضافة الي ابناء الضفة الغربية لقضاء عطل الاسبوع والاستمتاع بالطقس ‏الدافئ ‏والمناخ الرائع، ووجد الاشخاص الذين لم يكن يتوفر لهم المال لكي يشتروا ‏الاراضي وسكان المدينة فرصا للعمل كنُدل في المطاعم ‏ومرشدين سياحيين وسائقي ‏سيارات أجرة، واستفادا بعض السكان المحليين من المدارس التي بنتها الامم المتحدة ‏حديثا للاجئين وقد ‏أوجد تدفق السياح وأموال المستثمرين ، واللاجئون وجهود الامم ‏المتحدة جوا مفعما من النشاط في البلدة التي كانت هادئة سابقا.

‏بالتالي أصبح عدد السكان بازدياد حتي وصل في عام 1961م نحو 10.166 ‏نسمة ‏ ،وبلغ في عام 1965 ما يُقارب 65133 نسمة ‏ ، ‏فقد بدأ الاستيطان ‏الصهيوني في منطقة الاغوار مباشرة بعد احتلال المدينة عام 1967، فقامت سلطات ‏الاحتلال بمصادرة مساحات ‏واسعة من أراضيها وترحيل المزارعين وإتلاف مناطق ‏واسعة، كما استولت علي المياه والينابيع التي تروي المزروعات ‏ ‏ ، حيث ‏بدأت نظرة ‏اسرائيل تتغير سلبيا باتجاه أريحا و تجاه المخيمات الفلسطينية فأحدثت تغييرا جذريا ‏فيها فهدمت مخيم النويعمة هدما تاما ‏بتاريخ 22/7/1985م وأزالت ثلثي مخيم عين ‏السلطان أما مخيم عقبة جبر فأصبح لا يزيد عدد سكانه عن ثلاثة ألاف لاجئ بعد أن ‏‏شُرد الباقون خارج فلسطين ، حتي عام 1993م بقيت أريحا تحت سيطرة اسرائيل ‏كباقي مدن الضفة الغربية إلى ان جاء عام ‏‏1993م حيث عادت أريحا لأصحابها ‏الشرعيين لأول مرة في التاريخ للسلطة الوطنية الفلسطينية ، وبموجب اتفاق اوسلو ‏الموقع بين ‏منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة رئيس دولة فلسطين الرمز ياسر عرفات ، ‏والجانب الإسرائيلي ، حيث كان اتفاق غزة وأريحا اولا ‏بادر سلام وخير بدخول رجال ‏الشرطة الفلسطينية لإدارة الحكم بقيادة السلطة الفلسطينية في أريحا.

‏نجد أن النكبة عام 1948 كان لها عدة تأثيرات على محافظة أريحا من حيث زيادة ‏عدد السكان الي أن جاءت حرب عام 1967 ‏والتي لفتت أنظار الكيان الصهيوني حول ‏المدينة فقامت بالسيطرة علي مساحات واسعة من اراضيها ، الى ان تم توقيع اتفاق غزة ‏‏واريحا اولا والذي ربما أنقض شيئا من أراضينا .‏ يعود غزو الاستيطان لأراضي محافظة أريحا لأسباب عدة منها امنية ، حيث تقع ‏أراضي المحافظة علي طول الحدود مع الاردن ‏وكذلك لأسباب زراعية واقتصادية ‏وسياحية فقد بلغ عدد المستوطنات في المحافظة سبع عشرة مستوطنة وبؤرة.

الحياة البشرية والاجتماعية في محافظة أريحا والاغوار ‏
في مدينة أريحا بدأت اولى المجتمعات البدوية البشرية، التي كانت تعيش علي ‏الصيد بالاستيطان وعيش حياة أكثر استقرارا، وفي ما ‏عدا الاماكن النائية في ما يُعرف ‏بسوريا المعاصرة ، نجد ان المستعمرات القروية في أي مكان اخر من العالم اصغر ‏عمرا من ‏الوجود الانساني في اريحا بحوالي ثلاثة الاف عام، حيث حصل دمار واسع ‏لم يُعرف اسبابه جعلت البلدة مؤقتا غير صالحة للسكن ‏غير أن الحياة عادت الي البلدة ‏بحلول عام 3500قبل الميلاد عندما استعمرها مجتمع يمتهن صناعة الخزف ، يُرجح ‏أنه كان من البدو ‏المستوطنين ‏ ‏ .‏

‏نستطيع القول أنه منذ القدم قد عرف أهل اريحا فن( البناء والنحت والنقش ‏والصناعات اليدوية والادوات والاسلحة والحصير ‏والسلال والفخار)، وكانوا مجتمعا ‏يعرف الوظيفة ( المحابون، الرعاة، والمزارعون، والصناع ، والبنائون ، والنحاتون ‏والكهنة ) ‏ ، ‏وتضم المحافظة حديثا 14 تجمعا منها (الزبيدات، ومرج الغزال، ‏والجفتلك، وفصايل، العوجا، النويعمة ، عين الديوك)، ومخيم عين ‏السلطان ، دير ‏القلط، ومخيم عقبة جبر، دير حجلة ، النبي موسي.

‏تتميز أريحا بأن العديد من سكانها ينحدرون من مهاجرين قدموا من منطقة ‏الخليل او اللاجئين الذين فروا من الحروب العربية ‏الاسرائيلية السابقة، كما انها تضم ‏منحدرين من الزوار المسلمين الافارقة او من المشتغلين في زراعة قصب السكر ابان ‏عهد ‏الامويين واليوم يعمل العديد من هؤلاء الفلسطينيين في زراعة الحمضيات ‏والقطن، ولطالما كان المجتمع الفلسطيني مشكلا من مزيج ‏من الاعراق، ويمكن ‏الاحساس بقوة بالجذور الافريقية للمجتمع في اريحا. ‏ ‏ تضم الحياة البشرية في اريحا اربع فئات سكانية، وكل فئة لها طابعها ونمطها في ‏الحياة أولا سكان أريحا الاصليون الذين لا يُعرف ‏الوقت الذي استوطنوا فيه في هذ ‏المنطقة، كما لا يُعرف المكان الذي قدموا منه رغم ان البعض يدعي بانهم من ارض ‏الرافدين، ثم ‏البدو المستقرون وهم ثلاثة اقسام:

أولا: عرب الديوك، وهم سود البشرة ، استوطنوا المنطقة قبل قرنين من الزمان.‏

ثانيا: عرب النويعمة، لا يختلفون عن عرب الديوك سوي ان عددهم اقل.

ثالثا : عرب العوجا، العوجا قسمان فوقا وتحتا والاخيرة هي المهمة حيث يعيش فيها ‏سبعة الاف لاجئ ومائة يمني.

‏أيضا هناك الملاكون الكبار والمدنيون من اسر مدنية كال الحسيني الذين يمتلكون ‏الاف الدونمات من اراضي النبي موسي ووادي ‏القلط والغوار والديوك وال الحسيني ‏وأل الدجاني في النويعمة حيث يمتلكون 50 بالمئة من الاراضي و المياه ويُطبقون ‏الاساليب ‏الالية في زراعتهم وبجانب المدنيون وعددهم في ازدياد في مدينة اريحا ، ‏ويشتغلون في التجارة والوظائف الزراعية الحديثة في ‏البساتين وقد بدأت طلائعهم تفد ‏الي المنطقة مع مطلع القرن العشرين.

وعن الطرق والشوارع فهي ثلاثة طرق رئيسية مثل طريق أريحا _جسر اللنبي أو ما ‏يُسمي بالشارع الرئيسي ، ثم طريق أريحا_ ‏عين السلطان _العوجا _ نابلس وطريق ‏اريحا _عقبة جبر _ القدس.

وشارع القدس وشارع عين السلطان وله احياء مثل المتنزهات وهي حي الازهار ‏والرشيد والجزائر وصلاح الدين بجانب شارع ‏قصر هشام وسط المدينة القديمة وشارع ‏المسكوبية والكراجات واللذان يصلان المدينة القديمة بالجديدة ، ومن الامر المهم ‏التعريج ‏علي ان الشوارع سابق الذكر بحاجة الي تعبيد وتوسيع وتطوير يليق بالمدينة ‏سياحية كأريحا .‏‎ ‎

الاماكن السياحية والاثرية
تل السلطان
وهو واحد من أهم المواقع الاثرية في فلسطين، حيث يعود تاريخه الي ما ‏يُقارب العشرة ألاف عام من الان ، أي أننا ‏في حضرة موقع من مواقع ما قبل التاريخ، لذلك ‏ونظرا لهذه الاهمية والقدسية، من الواضح أن السبب الرئيسي الذي جعل الناس ‏يسكنون في تل ‏السلطان ، هو المناخ الخاص الذي يمتاز بارتفاع حرارته صيفا واعتدالها شتاءا، وإذا ما أُضيف ‏الي ذلك غزارة الماء ‏الموجود، فعين السلطان التي تُعتبر واحدة من أكثر العيون غزارة في ‏فلسطين والتي هي أساس الاستيطان البشري في الموقع ‏ ، ‏يحتوي التل علي أنقاض نُقب جزء ‏منه ومدافن بالجوار وبركة مبنية بالحجارة في عين السلطان، وبجانب موقع يُعرف باسم طواحين ‏‏الهواء أو طواحين السكر امام الفرنج عليه قلعة حصينة وهذا الموقع الاثري يحتوي علي تل ‏عليه شقف فخار وطواحين مهملة مع ‏جدران عقوده قناه ، ومجاره طاحونة الي الغرب.‏

‏يجدر بنا التأكيد علي ان موقع تل السلطان هو موضع المدينة الاساسي الذي يبعد نحو ميل ‏للشمال من أريحا الحالية. ‏

تل أبو العلايق (قصر هيورديس الشتوي)
كانت هذه البقعة المرتفعة موقعا شُيدت فيه ‏قصور عدة خلال الفترات التاريخية والمختلفة ‏والقطع الخزفية ‏ التي ترجع الي الفترة ما بين ‏‏4500الي 3102 قبل الميلاد و التي تُوفر دليلا على تواصل الوجود البشري هناك ‏ويبدو ان ‏هذا القسم من أريحا بُني عقب كارثة طبيعية ضربت تل السلطان المجاور.

‏قصر هشام : يعتبر قصر هشام الاثري من أهم الاثار في مدينة أريحا، وهو قصر عربي ‏رائع بناه هشام بن عبد الملك، الذي حكم من ‏عام 105_125هـ ، أما من أشهر مساجد المدينة ‏فهو مسجد موسي الذي يقع في البقعة المقامة عليها _مقام النبي موسي _ ويرجع ‏بناءه الي عهد ‏الظاهر بيبرس ، وهو من الحجر الكبرتى ويعتبر في غاية الروعة والجمال.‏ ‏ ‏

‏===دير قرنطل===

عُمر دير الروم الارثوذكس فوق عين السلطان علي سطح جبل شاهق ‏يرتفع 320 قبل الميلاد عن سطح البحر علي ‏السفح الشرقي وقد نجد ثلاثين أو أربعين ‏مغارة كان يسكنها النساك ويقول المسيحيون أن السيد المسيح بعد أن عمره يوحنا ‏المعمدان ‏قضي أربعين يوما من حياته في أحد مغاور هذا الجبل، كما يضم دير قرنطل ‏قطعة معمارية، وأقيم في عهد الروماني على جبل ‏قرنطل او جبل التجربة.

‏مقام النبي موسي: من المتعارف عليه أن مقام النبي موسي يعتبر مقاما مقدسا ‏لأنه يضم ضريح النبي موسي والذي يعتبر من أهم ‏الرسل في حياة المسلمين ، ‏فالحجارة القابلة للاشتعال تزيد من قداسة وحرمة هذا المقام ، وهذه الخاصية الرائعة ‏ترجع الي احتواء ‏الاملاح الموجودة فيها علي القطران والزيت، وقد استخدم الحجاج ‏هذه الحجارة للطهي وللحصول علي الدفء في فصل الشتاء، لقد ‏كان هذا الضريح ‏مركزا للمهرجان السنوي الذي يقيمه الحجاج، والمعروف بإسم المواسم وذلك ايام ‏الايوبيين، البناء الحالي للضريح ‏مكون من جامع ومنارة وحجرات مختلفة ، وقد اكتمل ‏في سنة 1269 بعد الميلاد خلال فترة حكم المماليك.

أيضا هناك عدة خرب تقع في جنينات مدينة أريحا مثل عين السلطان ودير قرنطل وهذه ‏محرفة عن قوارانتانا اللاتين ومعناها ‏الاربعين وخربة طواحين المياه وخربة بيت ‏التحتاني وخرب الفوقاني وخربة المهجر أو قصر حجلة أو دير حجلة ‏ أو دير مارنا ‏‏يوحنا.

عين الديوك
عين الديوك قرية مشهورة ومنطقة شهدت تواجدا بشريا لأول مرة في ‏العصر الروماني ، وهي ممتعة اليوم لان العديد ‏من المنازل التي لا تزال قائمة فيها ‏شُيدت وفقا للأسلوب المعماري التقليدي لوادي أريحا ، فمواد البناء مصنوعة من ‏الطوب الطيني ‏والاسقف مصنوعة من الاعواد الخشبية والمكسوة بالقصب الذي تعلوه ‏طبقة من الطين لا تزال تُستخدم منذ ألاف السنين، كما أن ‏اولي المنشآت التي شُيدت في ‏مخيمات اللاجئين المجاورة استخدمت فيها هذا المواد ايضا.

دير اللاتين: بني هذا الدير جماعة من الفرنسيسكان سنة 1925م علي مقربة من ساحة ‏المدينة ، وبه كنيسة الراعي صالح، وبها عدة ‏أيقونات جميلة ومروحة ونوافذ وتمثال ‏للسيدة العذراء والطفل وبه كنيسة يسوع وتمثال للسيد المسيح وبعض اللوحات الزيتية، ‏وفي ‏الكنيسة مكان لتعميد الاطفال واخر للاعتراف به أمام الكاهن، وهناك مجموعة من ‏الاديرة الاخرى مثل دير الروم ودير الحبش ودير ‏المسكوب ، المغطس ودير القبط أو ‏قصر حجلة.

المعالم الاثرية في أي مدينة تُشكل العمود الفقري لها ، فمدينة أريحا تحوي ما يُقارب ‏ثمانون موقعا أثريا فهذا يعنى أنه من الواجب أن ‏تكون هناك خطة وطنية شاملة لحماية ‏جميع المواقع بما فيها الاسلامية والمسيحية وعدم ترك بعض المواقع للأجندة الخارجية ‏فهي ‏أولا واخيرا تقع علي أرض فلسطين بكونها أرض عربية ، أيضا يتوجب علينا ‏تدارك خطوات الاحتلال السلبية بقمع السياحة في ‏فلسطين ، والاصرار علي مواصلة ‏طريقة الدولة الذى لا يكتمل إلا بالمحافظة علي جميع مقوماتها وبنائها ، فالسياحة ‏مرتبط ‏بالاقتصاد والاقتصاد مرتبط بالسياسة والسياسة مرتبطة بحق الدولة في تقرير ‏مصيرها وبالتالي يُصبح لدينا طريق جديد لنيل التحرير ‏من خلال مشاركتنا نحن ‏جميعا في المحافظة علي حقنا التاريخي في المنطقة .‏

إعداد
ايمان خليل أبوهربيد

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024