الشعر الفلسطيني قبل النكبة سنة 1948
نشر بتاريخ: 2023-08-31 الساعة: 10:13
لم يظفرالأدب الفلسطيني حتى الأربعينات من القرن العشرين، باعتراف الأوساط الأدبية المهَيْمنة في القاهرة وبيروت، بل اعتُبر رافداً "تابعاً"، حتى في نظر بعض أبناء البلاد أنفسهم" ويُلمّح بخَفر إلى أنّ هذا التجاهل قد يكون سببه النظرة الإقليمية، لكنه يُسارع ليعترف بأن النهضة الثقافية في فلسطين قد تأخّرت فعلاً واختلفت عمّا شهدته مصر ولبنان من انبعاث أدبيّ ثقافي في العصر الحديث، ويُعيد أسباب هذا التأخّر لعوامل تاريخيّة عديدة، أهمها: أنّ فلسطين لم تكن كياناً جغرافيّاً سياسيّاً متميّزاً حتى الحرب العالمية الأولى، بل كانت تشكل مع الأردن جندين من جنود بلاد الشام، وأنها لم تكن كياناً مستقلاً أو شبه مستقل، لا قبل الفتح الإسلامي، ولا قبل المسيح (في العصور القديمة) أيضاً.
وبعد الحرب العالمية الأولى" ظهرت فلسطين في كيان جغرافي سياسي مستقل لأوّل مرّة في التاريخ الحديث والقديم، وفي ظلّ الانتداب/الاستعمار البريطاني بالذات.
ويرى الدكتور سليمان جبران أن "الشعر الفلسطيني بمعناه الوطني الدقيق، لم يُكتَب قبل مطلع القرن العشرين، أمّا شعر القرن التاسع عشر، فهو وإن كتبه شعراء من فلسطين، إلاّ أنّه لا يعكس مجتمعاً فلسطينيّاً وانتماء فلسطينيّاً، وإنما هو شعر إسلاميّ في معظمه، لم يٌجدّد في مفاهيم الشعر، أو مضامينه أو أساليبه شيئا".
موقف الدكتور سليمان جبران هذا، يضعنا أمام التساؤل الدائم حول مفهوميّة انتماء النتاج الأدبي أو صاحبه للبلد الذي ينتمي إليه الكاتب أو نتاجه. ويرى كما يبدو من تَوضيحه، أنّ المضمون هو المقرّر للانتماء. ويحصر النهضة فقط في الشعر، من مُنطلق تمَحور دراسته حول الشعر بقوله: "ولكننا نرى أنّ الشعر الفلسطيني بمعناه الوطني الدقيق، لم يُكتَب قبل مطلع القرن العشرين". و"نخلص إلى القول بأنّ بداية الشعر الفلسطيني الحقيقية كانت في مطلع القرن العشرين".
أما الدكتور نبيه القاسم، فقد عارض الدكتور سليمان جبران، ورأى أنّ النهضة بدأت في فلسطين في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، مُتَمثلة ليس في الشعر حصراً، وإنما في المدارس والإرساليات والمطابع والصحف والجمعيات والنوادي والحركات السياسية والمؤلفات العديدة في مختلف المواضيع شعراً ونثراً، حتى ولو كانت عامّة في طروحاتها ولا تعكس هموم المجتمع الفلسطيني الذي لم يتبلور بعد.
أمّا كون الأدب، شعراً كان أم نثراً، المُعَبِّر عن الهمّ الفلسطيني والعاكس للقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الصهيوني الاستعماري قد تبلور وتطوّر في القرن العشرين؛ فهذا أوافقه عليه، وكان طبيعياً أن يكون بعد تبلور الوطن الفلسطيني والصراع على هذا الوطن ومستقبله.
ويشير الدكتور سليمان جبران، في الفصل الثاني من دراسته حول الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب، إلى التحوّل الكبير الذي شهدته البلاد؛ نتيجة لتبلور الوطن الفلسطيني المتوحد المعروفة حدوده وهويّة مواطنيه لأول مرّة في التاريخ، وما عاشته في عهد الانتداب البريطاني، رغم الاضطرابات المستمرة فيما بين الحربين العالميتين، من انتقال البلاد، كما يقول الدكتور عبد الرحمن ياغي، "إلى أوضاع حضاريّة جديدة؛ فدخلت في حياة الناس: الكهرباء، والسينما، ومسارح التمثيل، ومجالس اللهو والغناء، وملاعب الرياضة، والمدارس الحديثة، وطرق المواصلات العامّة، والإذاعة، والصحافة، مع وما تحمله هذه كلها من عوامل تجميع". كما أن الصراع على البقاء والاستقلال مع سلطة الانتداب والحركة الصهيونيّة؛ أدّيا إلى زيادة الوعي السياسي والاجتماعي، ونشوء الأحزاب، وعقد المؤتمرات، وإقامة الجمعيات، وصدور الصحف التي وصل عددها إلى 22 مجلة و57 جريدة؛ وإلى اتّساع نطاق التعليم وانتشار المدارس الرسمية والأهلية، وارتفاع الوعي الثقافي والفكري، (كما يقول الدكتور كامل السوافيري).
والأدب، كباقي مَظاهر التطوّر، كان حظّه، الأوفر، ودورُه، الأبرز، في تصوير أوضاع المجتمع وفي تَصدّيه للتحديّات التي تقف في طريقه. وواصل الشعر دورَه التاريخيّ في التصدّي والمُواجهة والتحريض ودفع الجماهير إلى النضال والثورة، وكأن النثر والشعر تقاسما الدور: "فالشعر يُناضل في وجه التحديّات الخارجيّة ويُجنّد أبناءَ الشعب في هذا النضال، والنثر يتولّى القضايا الداخليّة من دعوة إلى الاصلاح والتقدّم وتَثقيف الأخلاق والتربية على المبادئ".
ويشير الدكتور سليمان جبران إلى أربعة شعراء يعتبرهم الممثلين الأبرز للشعر الفلسطيني في فترة الانتداب البريطاني. وأوّل هؤلاء، الشاعر وديع البستاني، ويعتبره رائداً للشعر الفلسطيني في عهد الانتداب، وذلك (كما يرى) للأسباب التالية: السبب الأوّل: "أنّ البستاني اتصل بالقضية الفلسطينيّة منذ شهر تشرين الثاني 1917. وهو الشهر الذي في ثانيه صدر تصريح بلفور واعداً اليهود بالوطن القومي في فلسطين. ومنذ ذلك التاريخ كرّس نفسه وقلمَه لمناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته". السبب الثاني: "أن وديع البستاني يُمثّل المرحلة الأولى من عهد الانتداب، بل يُمكن القول إنّه يمثّل طور الانتقال في الشعر الفلسطيني من الشعر التقليدي إلى الشعر التجديدي في الثلاثينات والأربعينات". والسبب الثالث: "أن البستاني يمثّل الجيل السابق على الشعراء الفلسطينيين الآخِرين، وهو أوّل مَن تنبّهَ إلى حقيقة الانتداب الإنجليزي ووعد بلفور".
يُقرّر الدكتور سليمان جبران، أنّ "البستاني ظاهرة نبيلة في تاريخ الشعر العربي الحديث عامة. كما أنه امتداد "الحلم العربي" في كتابات المفكرين والأدباء العرب، روّاد الفكر العربي، الذي أخذ يتنامى منذ أواسط القرن التاسع عشر بشكل ملحوظ، الحلم العربي بإقامة دولة عربيّة موحدة أساسها الرابطة القومية، دونما فَرق بين دين وآخر، أو فئة وأخرى.
وقد وهب البستاني فلسطين الكثير من شعره وفكره ونشاطه السياسي والقضائي، وذلك لأنّه اعتبرها قضيّة عربية قوميّة بل القضية القومية الأولى، "ويرى جبران أن النقد الذاتي يقلّ في ديوان البستاني، ويخلو من السخرية المُرّة بالزعماء ورجال السياسة؛ على عكس ما نجد في شعر إبراهيم طوقان، وأبي سلمى. ويعزو ذلك، إلى كون البستاني لبنانياً مارونيّاً يقيم في فلسطين؛ آثر الترفّع عن النزاعات والخلافات مُكرّساً شعره وجهده في القضايا الوطنيّة العامة". كما أنّ البستاني كان يدعو دائماً إلى التآخي بين المسلمين والمسيحيين في الوطن الواحد والقضيّة الواحدة. ولم تحظ المرأة بالمكانة اللائقة في شعر البستاني، بينما كانت قضيّة فلسطين والتحرّر والاستقلال هي شغل الشاعر الشاغل.
الشاعر الثاني هو "إبراهيم طوقان"(1905-1941) الذي أجمع الدارسون على أنّه شاعر فلسطين الأوّل، وقد وصفته أخته الشاعرة فدوى طوقان بأنّه "شاعر الوطن"؛ لأنه "سجّلَ آلامَ فلسطين وآمالَها خلال الانتداب الإنجليزي، كما لم يُسجّله شاعر فلسطيني من قبل". ويتساءل الدكتور سليمان جبران: "هل هو أكبر شعراء فلسطين في عهد الانتداب لأنه "سجّل آلام وطنه وآماله" في شعره فحسب؟ بكلمة أخرى: هل الوطنيّة التي تناولها في شعره هي ما أهّله فعلاً لأنْ يتقدم على سائر الشعراء، في ذلك العهد، وهم كثر؟ ألم يكتب وديع البستاني، قبله وفي الوقت ذاته، في كلّ الموضوعات الوطنيّة والأحداث السياسيّة التي عاشتها فلسطين في فترة الانتداب البريطاني؟ ألم يتناول كثيرون من مُجايليه أيضاً الموضوعات ذاتها، بشكل أو بآخر، ويكرّسوا جلّ قصائدهم لخدمة القضيّة الفلسطينية؟" ويُحدّد الدكتور سليمان سؤاله أكثر: "هل تقتصر مكانة طوقان الشعرية على ما كتبَه في الوطنيّة دونما اعتبار لأشعاره الأخرى، وفي الغزل بوجه خاصّ؟".
ويرى الدكتور سليمان جبران أنّ تقدم إبراهيم طوقان على غيره من الشعراء لا يعودُ إلى الموضوعات التي تناولها، فالموضوعات مُلقاة على قارعة الطريق وقد تناولها كثيرون، وإنّما يعود إلى تَفَرده المتمثّل في "كيفيّة صياغة هذه الموضوعات في قصائده، في المقوّمات الفنيّة الراقية التي استطاع إنجازَها آنذاك".
ويقف الدكتور جبران عندما اتفق عليه دارسو شعر إبراهيم طوقان، من أن شاعريّة طوقان تعود إلى منابع ثقافته المتنوعة: البيئة البيتية، القرآن الكريم، تَلقّي العلم على يد نخلة زريق، بيئة الصحافة، بيئة الجامعة الأمريكية وبيروت المفتوحة الآفاق الاجتماعيّة، التعرّف على الآداب الأجنبية، وإتقانه اللغة الإنجليزية.
ويوافق الدكتور جبران على أنّ للدراسة الجامعيّة ولأجواء بيروت كان الأثر في صَقل موهبة الشاعر إلاّ أنه ينفي أثر مَعرفة الشاعر للغة الإنجليزيّة وقراءة الأدب الإنجليزي على صَقل شاعريته. كما أنه يرفض تصنيفه شاعراً رومانسياً، ويرى أنّ شعره، حتى الغزل منه، "أقرب إلى الواقع منه إلى الخيال، فالحبيبة هي امرأة من لحم ودم لا صورة مُتخيّلة بعيدة، والحبّ في شعره علاقة رجل وامرأة لا عاطفة سماويّة مقدّسة.
كما أن شعره لا يفيض بالحزن العميق وخيبة الأمل من الحياة والناس، والشاعر عنده ليس رسولاً أو نبيّاً، كما أنّ الطبيعةَ أيضاً ليست عالماً أمثل يلجأ إليه الشاعر ليبثّه خيبته من الحياة والناس، "ويرى أنّ شعر طوقان أقرب إلى مدرسة وسطى بين الكلاسيكيّة الجديدة بزعامة أحمد شوقي والرومانسيّة المَشرقية لدى جماعة أبولو في مصر خاصة". ويرى أنّ الموهبة التي تعهدها الشاعر منذ صغره بقراءة الكثير من التراث الكلاسيكي؛ هي العامل الأوّل في شاعرية إبراهيم طوقان. كما أن طوقان كان يعتني بقصائده وألفاظه ويجوّد لغتَه. وتأثر بالقول الشعبي؛ فكان أقرب الشعراء إلى الروح الشعبية في التعبير وأكثرهم استقاء للألفاظ والصور الشعرية من المقول اليومي.
كما أن الفن الشعري الراقي الذي تميّز به شعر إبراهيم طوقان، لم يكن نتيجة للموضوعات السياسية فحسب، ما جعله يظفر بمكان الصدارة في الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب.
أما الشاعر الثالث؛ فهو عبد الرحيم محمود (1913-1948) الذي يرى فيه ظاهرة نبيلة في تاريخ الشعر الفلسطيني، والشعر العربي الحديث عامّة؛ لأنه كما قال جبرا إبراهيم جبرا: "لم يكتف بالكلام عن الشجاعة ومجابهة الموت، كما يفعل معظم الشعراء، بل كان الشاعر الفارس الأوّل والأكبر في الشعر العربي الحديث. لقد قضى حياته مناضلاً مُسلحاً من أجل فلسطين، وكلما جاشت عواطفه كلاماً لاهباً وشعراً لاظياً، اتّبع القول بالفعل، وحمل بندقيّتَه ودخل سوح القتال، "حيث استشهد في معركة الشجرة، شرقي الناصرة سنة 1948، وكان تأثُّر عبد الرحيم محمود واضحاً بالشعر العربي القديم، حيث ظهرت في قصائده أصداء الشعر القديم في الألفاظ والتراكيب الكلاسيكية الوعرة. كما أنّ تقليديّة عبد الرحيم محمود تبرز في موقفه التقليدي من المرأة، وخاصة في قصيدته "نون النسوة"، وقصيدة "حوشوا البنات من الشوارع" التي كتبها عام 1931، ويُطالب فيها البنات بالتحجّب.
ويعزو الدكتور سليمان هذا التحول في فكر ومواقف عبد الرحيم محمود إلى إقامة الشاعر فترة من حياته في مدينة الناصرة، واتصاله بالأوساط الشيوعية فيها، أو نتيجة اتّصاله بالشعراء والمثقفين العراقيين خلال الفترة التي قضاها في العراق، أو لعلّ هذا التحوّل؛ نتيجة طبيعيّة لتقدم الشاعر في السن وللخيبات التي لاقاها في فشل الثورة الفلسطينيّة سنة 1939، وحركة رشيد عالي الكيلاني التي شارك فيها سنة 1941.
وكان الشاعر عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" (1909-1980) أحد أقطاب شعراء تلك الفترة، ومن البداية هناك نقطة اختلاف مهمة ما بين أبو سلمى وكل من إبراهيم طوقان، وعبد الرحيم محمود بأن كلا الشاعرين توفيا قبل وقوع نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 بينما أبو سلمى عاش نصف عمره في فلسطين، ونصفه الثاني لاجئاً مُشرداً بعيداً عن البلاد؛ ما ترك أثره على حياته وشعره.
كان للغزل حظاً وافراً في شعر أبو سلمى خاصة قبل عام 1948، حتى أنّ إبراهيم طوقان سمّاه "رسول الهوى"، ومن أشعاره:
يا رسـول الهوى صحـابتك العشّـاق طراً، وحزبـك الآرامُ
شيعة لو حشدت يوماً قواها هلك الكاشحون واللّوامُ
ويقول عنه الكاتب إبراهيم المازني: "حياته كلّها في دنيا الهوى"، ويرى الدكتور سليمان جبران أنّ غزل أبو سلمى تميّز بالإيقاع العذب والألفاظ السائغة والصور القريبة، إلاّ أنه لم يخرج في غزله عن مقوّمات الغزل التقليديّة، حتى أنّه في المراحل المتأخّرة، ظل غزله رقيقاً ناعماً، يحفلُ بالإيقاع والصور الشعرية، إلاّ أنّه قليل التجديد، يكاد يخلو من حرارة التجربة والمشاعر الجائشة. وذكر أنّ أبو سلمى في غزله زاوج بين "الحبيبة والمرأة"، و"الأرض والوطن". ويحدّد الدكتور جبران مصادر الغزل عند أبو سلمى:
المصدر الأوّل هي فتاته بكل مفاتنها: "الوجنات، العيون، الشفاه، الثغر، الصوت، القدّ، خفّة الدّم".
والمصدر الثاني: الوطن بكل عناصر الطبيعة فيه: "ليالي اللقاء، نجوم المنى، نسيم الربى، طيور المروج، أغنيات الغدير، دموع الجبل". ولكن أبو سلمى في مزاوجته بين الحبيبة والوطن، لا يصل إلى حدّ التوحّد والتماهي بينهما.
ويركز الدكتور سليمان جبران على السمات الأسلوبية لشعر أبو سلمى قبل عام 1948، مثل: الغنائية التي تبدو واضحة منذ بداية تفجر شاعريته، والتي ظلت تلازمه طوال فترات حياته، ليس في القصائد الغزلية فقط، وإنّما في القصائد الوطنية أيضاً.
ويتميّز شعر أبو سلمى بالبساطة والعذوبة، وإن كان في أول عهده انساق وراء بعض الألفاظ الكلاسيكية الغريبة عن السياق الحديث. ويذكر الدكتور سليمان جبران أنّ أبو سلمى رغم محاولاته كتابة القصائد التوشيحية في بداية طريقه الشعري وفي الغزل بالذات، إلاّ أنه سارع للانقطاع عن هذا المنحى في غير الأغاني والأناشيد.
ويقول الدكتور سليمان جبران في دراسته له عن الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب البريطاني بقوله: "إنّ هذا الشعر "تمثّل في الشعراء الأربعة: وديع البستاني رائد الشعر الوطني الفلسطيني، إبراهيم طوقان أبرز شعراء فلسطين في عهد الانتداب، عبد الرحيم محمود الشاعر الشهيد، عبد الكريم الكرمي الشاعر الذي غنّى اسم حبيبته فلسطين في وطنه وفي المنفى. وهؤلاء الأربعة هم من وضعوا الأسس الفكرية والفنيّة للشعر الفلسطيني في فلسطين "الانتدابية" والشتات، وفي إسرائيل أيضاً. "وما يميّز الشعر الفلسطيني قبل 48، هو الانخراط الحميم في الحياة السياسيّة والنضال الشعبي، والمناحي اليسارية فكراً وصياغة، والاستقاء بشكل واضح من اللغة العاميّة والمأثور الشعبي".