إدراج أريحا القديمة "تل السلطان" على لائحة اليونسكو للتراث العالمي
نشر بتاريخ: 2023-09-25 الساعة: 10:49
اعلام فتح / من وفا- قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" خلال الدورة الخامسة والأربعين لليونسكو، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، بتسجيل موقع أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي.
"تل السلطان في سطور":
يمتلك موقع تل السلطان استراتيجية فريدة نابعة من موقعه القريب من عين السلطان، والتي تشكل أساس وجود مدينة أريحا، وبداية الحياة البشــــرية خلال الفترة الناطوفية قبل ظهور النـــباتات قبل حوالي 10500 عام.
ويعد موقع تل السلطان، أقدم مدينة زراعية مسوّرة في العالم، ويمتد تاريخها لأكثر من 8 آلاف عام، وتمثل نموذجا معماريا فريدا في العصور القديمة.
وتتمثل الأهمية العالمية الاستثنائية لأريحا القديمة (تل السلطان) كونها من أقدم المدن المحصنة في العالم تعود إلى العصر الحجري الحديث (8350 ـ 7000 ق.م)، ففي تلك الفترة كانت المدينة محصنة بسور دفاعي ضخم وبرج دائري (قطره 9م وارتفاعه حوالي 8م)، وخندق مقطوع في الصخر (بعمق 3م، وعرض 8م)، ويحتوي البرج على مدخل وبهو مسقوف ودرج داخلي يتكون من 22 درجة يقود إلى قمة البرج (وهو أقدم درج مبني في العالم)".
ويقع تل السلطان في الجزء السفلي من سهل وادي الأردن على بعد 10 كلم إلى الشمال من البحر الميت، و2 كلم شمال مركز مدينة أريحا، ويقع 250م تحت مستوى سطح البحر وبالتالي أريحا القديمة هي أخفض وأقدم مدينة في العالم تمثل تاريخا حضاريا مميزا على مدى عشرة آلاف عام.
ويحتوي تل السلطان على 29 طبقة لحضارات قديمة ومبانٍ معمارية مهمة، منها المبنى الدائري "البرج"، الذي يعتبر منجزا معماريا فريدا، ويضم درَجا داخليا منحوتا من الحجر، وممرا بعرض 3 أمتار، وتم تشييد سور يحيط بالمدينة وخندق بعمق 3 أمتار، وتحتضن المدينة نظاما اجتماعيا واقتصاديا مزدهرا.
وزارة السياحة والآثار/ كانت قد أعدت ملفا تراثيا فلسطينيا لتل السلطان، بالتعاون مع خبراء من وزارة السياحة، وآخرين فلسطينيين ودوليين، وقدمته عبر وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إلى اليونسكو للتسجيل.
وكان أول موقع فلسطيني يتم تسجيله في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، هو البلدة القديمة وأسوار القدس، وذلك من قبل المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1982.
وفي السنوات التالية، بالتحديد مع إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، تم تسجيل العديد من المواقع المهمة في قائمة التراث العالمي، ومنها كنيسة المهد ومسار الحجاج عام 2012، وفلسطين أرض الزيتون والعنب عام 2014، والمشهد الثقافي لمدرجات جنوب القدس- بتير، في العام ذاته، تم تسجيل البلدة القديمة في الخليل في عام 2017، وأخيرا تم إدراج التطريز فنا فلسطينيّا على قوائم "اليونسكو" للتراث الثقافيّ العالميّ عام 2021.
وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، تبنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" خلال الدورة الخامسة والأربعين لليونسكو، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، مشروع قرار حول البلدة القديمة للقدس وأسوارها، يؤكد القرارات السابقة للجنة، وإبقاء وضع البلدة القديمة للقدس وأسوارها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، إضافة إلى قرار الخليل، وبتير.
الرئيس يرحب بقرار "اليونسكو" إدراج موقع "أريحا القديمة" على قائمة التراث العالمي
- يؤكد بأن دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على موقع "أريحا القديمة" للبشرية جمعاء
ورحب رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، اليوم الاحد، بقرار لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، إدراج موقع أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي.
واعتبر سيادته قرار لجنة التراث العالمي إدراج "موقع أريحا القديمة/ تل السلطان" على قائمة التراث العالمي، أمرًا بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ هذا الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على هذا الموقع الفريد من نوعه للبشرية جمعاء.
وشكر الرئيس، باسم دولة وشعب فلسطين، المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، على استضافة لجنة التراث العالمي، كما شكر سيادته أعضاء اللجنة والأمانة العامة لليونسكو وكل الدول التي ساهمت في إدراج موقع تل السلطان على لائحة التراث العالمي.
موقع أريحا القديمة/ تل السلطان، أحد أهم المواقع الأثرية في دولة فلسطين، ذات القيمة العالمية الاستثنائية، يشهد على تطور الحضارة الانسانية منذ العصر الحجري الحديث، ويبين الجهود المبذولة من دولة فلسطين للحفاظ على الموقع للبشرية جمعاء.
وتعتبر أريحا القديمة/ تل السلطان، أقدم مدينة زراعية محصنة في العالم تم اقامتها قبل عشرة آلاف عام، ما يعني 4000 عام قبل إقامة المدن المحصنة في الفترات اللاحقة، والموقع انجاز حضاري تفردت به أريحا القديمة، وتميزت به عن غيرها من المواقع، ما يجعلها اول نموذج ناجح للمستقرات البشرية الدائمة والمنظمة ضمن نمط معماري فريد ونظام اجتماعي – سياسي– ديني واقتصادي مزدهر، وأحد أهم المراكز الاساسية للثورة الزراعية القائمة على تدجين النباتات والحيوانات؛ وألهَم الشرق الأدنى والعالم لبناء وتنظيم المراكز الحضارية والانتقال الى مرحلة الانتاج الغذائي، والتي أرست الأسس لبناء العالم الحديث.
وبذلك، نقشت أريحا القديمة اسمها كأقدم بلدة زراعية محصنة في العالم، وكبصمة حضارية مهمة لمساهمات فلسطين الاستثنائية في تطور تاريخ البشرية بقيم عالمية فريدة من نوعها.
وبهذه المناسبة، اعرب السيد الرئيس عن تقديره الكبير للدور الذي قامت به جميع المؤسسات الفلسطينية في هذا الحدث الهام، كوزارة السياحة والاثار ووزارة الخارجية وبعثة فلسطين لدى اليونسكو.
mat