في العام الـ60 على تاسيسها : منظمة التحرير الطريق إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة
نشر بتاريخ: 2024-05-28 الساعة: 14:06
رام الله 28-5-2024 وفا- تأتي الذكرى الـ60 لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في ظروف خطرة ومرحلة حرجة تشهد فيها القضية الفلسطينية محاولات تصفية، وسط حرب إبادة وتطهير عرقي وتهجير قسري لأبناء شعبنا الفلسطيني.
عبر العقود الستة الماضية وحتى اليوم استطاعت منظمة التحرير بتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى الحفاظ على استقلالية القرار الوطني، وانتزعت حقها بوحدانية تمثيل شعبنا في أماكن تواجده كافة، وحصلت على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس.
تأسست منظمة التحرير بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس عام 1964، نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربية، الذي انعقد في القاهرة في العام ذاته، لتكون ممثلا للفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية، وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها.
وفي 23/ ديسمبر 1963 دعا الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى عقد مؤتمر للقمة العربية؛ لبحث التهديدات الإسرائيلية بتحويل مياه نهر الأردن. وانعقد المؤتمر في القاهرة من 13 إلى 17 يناير 1964. وناقشت القمة القضية الفلسطينية والكيان الفلسطيني، واتخذت "القرارات العملية في ميدان تنظيم الشعب الفلسطيني، وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره". وقررت: "تخويل أحمد الشقيري، ممثل فلسطين في الجامعة العربية، أن يتابع اتصالاته بالدول الأعضاء في الجامعة، وشعب فلسطين حيثما وُجد؛ ليبحث معهم الطريقة المثلى لتنظيم شعب فلسطين؛ وذلك تمهيداً لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بهذا التنظيم".
وقام الشقيري بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته جرى وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني.
وكلف المؤتمر ممثل فلسطين آنذاك أحمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين، وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته جرى وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني.
واختار الشقيري اللجان التحضيرية للمؤتمر التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول الذي أقيم في القدس عام 1964، وعرف المؤتمر باسم المجلس الوطني الفلسطيني الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية، وانتخب الشقيري رئيسا له، وأعلن عن قيام المنظمة.
وصودق آنذاك على الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وانتخب الشقيري رئيسا للجنتها التنفيذية، وكلفه المؤتمر باختيار أعضاء اللجنة الخمسة عشر، كما قرر المؤتمر إعداد شعبنا الفلسطيني عسكريا، وإنشاء الصندوق القومي الفلسطيني.
وفي 24 كانون الأول/ ديسمبر من عام 1967، تسلم يحيى حمودة رئاسة اللجنة التنفيذية بالوكالة، وأعلن أن منظمة التحرير ستبذل قصارى جهدها في توحيد مختلف الحركات الفلسطينية، وستعمل على إنشاء مجلس وطني للمنظمة.
وفي الأول من شباط عام 1969، انعقدت الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني، بحضور جميع المنظمات الفدائية، وانتهت الدورة إلى انتخاب الراحل الشهيد ياسر عرفات رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لتكون حركة "فتح" قد انضمت للمنظمة، بل وتولت رئاستها.
وشكل وصول الفصائل الفدائية بقيادة "فتح" إلى قيادة المنظمة، بحلول عام 1969 دفقاً في نشاط المنظمة، وفي الشعور الوطني عند الفلسطينيين، إضافة إلى التغييرات في الأجيال والقيادة؛ ما أحدث تحولات بنيوية مهمة. وبذلك، لم تضعف حرب 1967، على عكس حرب 1948، بناء الكيان المؤسسي للشعب الفلسطيني؛ فازدادت أهمية المنظمة، وتعززت مكانتها في الحياة السياسية الفلسطينية
عام 2004 انتخب الرئيس محمود عباس، رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد استشهاد الرئيس ياسر عرفات
المجلس الوطني: منظمة التحرير أثبتت في كل المحطات أنها القادرة على حفظ حقوق شعبنا
وأكد المجلس الوطني الفلسطيني أن منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هي هوية شعب وحكاية قضية وطنية حافظت على استقلالها وكرامة شعبها وشرف وقدسية قضيتها، وكان وقودها عشرات آلاف الشهداء والأسرى الذين ضحوا بحياتهم ومستقبلهم من أجل فلسطين.
ودعا المجلس في بيان صدر عن رئاسته، اليوم الاثنين، لمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس منظمة التحرير، جميع القوى والفصائل الفلسطينية إلى تطوير البرنامج الوطني الفلسطيني لمواجهة مشروع الضم والتهويد وحرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري، وإلى توحيد جبهتنا الداخلية وانخراط الجميع في وحدة وطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ومحاصرة وعزل كافة الأصوات والمتربصين الذين يسعون للنيل من وحدة منظمة التحرير ونضال شهداء الثورة الفلسطينية.
وقال المجلس إن "منظمة التحرير أثبتت في كل المحطات أنها القادرة على حفظ حقوق شعبنا والدفاع عنها، واستطاعت بقيادة الزعيم الخالد ياسر عرفات (أبو عمار) رحمه الله، وبتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى الحفاظ على استقلالية القرار الوطني، وانتزعت حقها بوحدانية تمثيل شعبنا في أماكن تواجده كافة، وحصلت على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس".
وأضاف أن "الذكرى الـ 60 لتأسيس المنظمة تأتي في أصعب وأخطر المراحل والظروف على قضيتنا وشعبنا وأرضنا الفلسطينية حيث الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري وعشرات الآلاف من الشهداء، الأمر الذي يتطلب الوحدة ورص الصفوف ببرنامج وطني في إطار نضالي موحّد تحت مظلة منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولكل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، والأمينة على استقلالية ووحدانية القرار الوطني المستقل للشعب الفلسطيني".
وتابع المجلس أن "منظمة التحرير وقيادتها ممثلة بالرئيس محمود عباس، تتصدى الآن لأشرس وأخطر السياسات والمخططات من قبل حكومة المستعمرين اليمينية الفاشية على حقوقنا وأرضنا، خاصة ما تتعرض له مدينة القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية من عمليات تهويد واعتداءات عنصرية".
وحمّل المجلس، الولايات المتحدة الأميركية، المسؤولية الكاملة، واعتبرها "شريك الاحتلال العنصري"، في إفشالها جميع المشاريع والقرارات الدولية التي تدعم حق شعبنا في الحرية والاستقلال.
وطالب المجتمع الدولي ودول العالم بالضغط على دولة الاحتلال وإجبارها على الالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية بإيقاف نزيف الدم والمجازر في الأرض الفلسطينية.
وتوجه المجلس الوطني بتحية إجلال "لروح شهدائنا من القادة المؤسسين وعلى رأسهم الشهيد الخالد المؤسس ياسر عرفات، الذي قدم روحه في سبيل وطنه وتطلعات شعبه، وتمكن رغم صعوبة الظروف وخطورتها من قيادة النضال الوطني تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية".
كما توجه بالتحية لكل الأحرار والشعوب الحرة المدافعة عن عدالة قضيتنا، وبتحية تقدير وافتخار بمواقف طلبة الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية والجامعات الأوروبية وفي أنحاء العالم كافة، مطالبا بمزيد من الضغط والاستمرار بالتظاهر لايقاف نزيف الدم في فلسطين.
وتوجه بالتحية لدولة جنوب إفريقيا على موقفها في محكمة العدل الدولية، ولدول كولومبيا والمكسيك وليبيا ونيكاراغوا وبوليفيا على دعمها موقف جنوب إفريقيا في المحكمة.
كما رحب بموقف جمهورية مصر العربية بدعم موقف جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، ومواقفها القومية التي تعبّر عن أصالتها.
وشكر الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، مطالبا جميع دول العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحق فلسطين بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعزل دولة الاحتلال.
كما وجه المجلس الوطني تحية خاصة إلى إسبانيا وإيرلندا والنرويج وترينيداد وتوباغو والبهاما وجامايكا وبربادوس.
الأحمد : لامفر من وحدتنا في اطار المنظمة لتحقيق اهدافها
وقال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد بهذه المناسبة :" إن منظمة التحرير هي الإطار الموحد لكل فئات شعبنا وقواه وفصائله الوطنية التي تناضل منذ عدة عقود من أجل الوصول إلى ما وصلت إليه اليوم على طريق تجسيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 والحل التاريخي الذي لن يكون إلا بعودة اللاجئين إلى بيوتهم ومدنهم وقرارهم.
وأضاف: علينا أن نتكاثف حول المنظمة باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لأنه لا مفر من وحدتنا حتى نستطيع القضاء على كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار الأحمد إلى أن المنظمة تأسست بتكاتف أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده، وأجمعوا على تشكيلها وعقد المؤتمر الفلسطيني الأول الذي يعني المجلس الوطني الفلسطيني برئاسة أحمد الشقيري في القدس.
وتابع: اليوم أصبحت دولة فلسطين، عضو مراقب في الأمم المتحدة، ومنظمة التحرير هي الكيان الوطني والمعنوي للشعب الفلسطيني.