الجوع والبرد والآلام تنخر اجساد النازحين في مواصي رفح في قطاع غزة
نشر بتاريخ: 2024-11-19 الساعة: 23:39
اعلام فتح / من وفا- حاتم أبو دقة
تتضاعف معاناة النازحين في قطاع غزة بفعل استمرار حرب الإبادة الجماعية لليوم الـ 410، وفصل الشتاء الذي تركهم بلا مأوى، ويواجهون مصيرهم إلى جانب البرد والمطر.
يلجأ النازحون الذين يقدر عددهم بالآلاف إلى لملمة ما يستطيعون، لتثبيت خيامهم المهترئة، التي مزقها شتاء 2023، ليحل عليهم هذا العام، وسط شح كبير في وسائل التدفئة، والمتطلبات الأساسية.
يتضرعون إلى رب العباد لتخفيف الأمطار عليهم، لوجود أغلبهم في العراء، وتبقى الجملة التي يرددونها "المطر خير، بس يا رب يوقف".
هذا هو حال النازح من محافظة رفح أكرم جميل الطويل (50 عاما)، الذي يخشى من غرق خيمته المهترئة في مواصي رفح، المطلة مباشرة على البحر".
ويقول الطويل ذو الوجه الشاحب الحزين من ضيق الحال، "مللنا من وعودات توفير شوادر، لتغطية الخيام، أو تبديلها، لنستر بها أطفالنا، الذين يرتجفون من شدة البرد".
وأوضح أن ما يقلق النازحين هو سرقة قطاع الطرق للمساعدات، ومنعها من الوصول إلى مستحقيها.
ويؤكد الطويل الذي يعيش مع أطفاله الستة وزوجته لـ"وفا"، أن النازحين في المواصي يعيشون أسوأ الظروف، التي اجتمع فيها الخوف، والبرد، والجوع.
وعلى بعد أمتار فقط من خيمة الطويل، يجلس النازح هيثم كامل فرحات من الشجاعية شمال شرق مدنية غزة، أمام خيمته المتآكلة، يحذوه الأمل بأن يتم توفير خيمة تؤوي أطفاله، الذين لا يتجاوز أكبرهم عشر سنوات.
وتابع فرحات الذي كان عامل نظافة في مستشفى الشفاء بغزة، أنه فقد كل شيء في حياته بعد أن أنهكته مصاريف النزوح من مكان إلى آخر على مدار أكثر من عام مر على الحرب المدمرة على غزة.
وطالب المؤسسات الدولية وكل منضمات حقوق الإنسان بأن تنظر إلى النازحين بعين الشفقة، وتوفر أدنى متطلبات الحياة في ظل تفاقم معاناتهم مع قدوم فصل الشتاء، وحاجتهم إلى كل شيء.
ولم يكن النازح علي إسماعيل شبابك (43 عاما) أفضل حالا من جيرانه على شاطئ بحر مواصي رفح، بعد أن اضطر في منتصف الليل مع سقوط المطر إلى ترك خيمته، والذهاب إلى خيمة أخرى إلى أن ينتهي تساقط الأمطار.
أشار فرحات بأصبعه إلى الثقوب التي تعلو سقف الخيمة دون أن يتمكن من توفير غطاء لها، ولو من النايلون، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وعدم توفر الإمكانيات بحدها الأدنى.
وإلى الشمال من خيمته، يعيش أحد أقاربه فرج فرحات مع أطفاله السبعة وزوجته في خيمة لا تتجاوز مساحتها خمسة أمتار، يفترشون الأرض في ظل فقدانهم لأي مستلزمات، من أغطية وفرشات.
ويتساءل بألم وحرقة: كيف لإنسان عاطل عن العمل يعتاش على الطعام الذي تقدمه التكية أن يقوم بإصلاح خيمة في ظل ارتفاع الأسعار حيث يفوق سعر الشادر 450 شيقلا؟.
الناظر إلى معظم الخيام التالفة على شاطئ البحر لا يصدق أنها تؤوي نازحين إلى أن يتأكد بأم عينه حين يشاهدهم وهم جالسون بداخلها، وثيابهم التي أغلبها ممزقة وتالفة منشورة على الحبال.
وختم النازح فرحات حديثه مع "وفا"، قائلا: منزلي هو وطني وملاذي الوحيد، ولن أقبل بأقل من العودة حتى ولو على أنقاضه، وإقامة خيمتي عليه.
ووسط كل هذه المعاناة، تبقى الأمنية الوحيدة لهؤلاء النازحين هي توقف الحرب، وعودتهم إلى منازلهم، حتى لو على أنقاضها.