الرئيسة/  مقالات وتحليلات

هؤلاء الملثمون؟!

نشر بتاريخ: 2024-11-21 الساعة: 12:48

 

 موفق مطر


من هذا الذي يخدم منظومة الاحتلال بأفعاله الخارجة على قيم الشعب الفلسطيني الأخلاقية، الفردية والجمعية على حد سواء؟ من هذا الطاعن والغادر بكينونة الشعب الفلسطيني الوطنية، والغادر بإنجازاته السياسية، تلبية لطلبات المنظومة الاستعمارية العنصرية من جهة، وتكريسا لمطامع ومصالح دول وقوى اقليمية من الجهة الأخرى؟!

إن تركيز الأضواء على جريمة سرقة شاحنات المساعدات الأممية والعربية والدولية في قطاع غزة، عبر عصابات مسلحة (افرادها ملثمون) ومسلحون بقاذفات مضادة للآليات، ليست حدثا عاديا، ولا مسبوقة من حيث كميتها ونوعيتها، رغم معرفة جميع المتابعين، ان كثيرا من المساعدات سيطرت عليها مجموعات مسلحة من حماس، وحولتها الى مخازنها، ثم أعادت بيعها لتجار تابعين وموالين، الذين يبيعونها بالتفصيل للنازحين بأثمان باهظة، رغم الدمغات المثبتة عليها:"مساعدات توزع مجانا"!.

إن توقيت الجريمة، وتسليط الأضواء عليها، تزامن مع انتهاء المدة التي منحتها الادارة الأميركية لحكومة دولة الاحتلال (اسرائيل) لإدخال المساعدات الدولية الى القطاع، فبدا الأمر وكأن منظومة الاحتلال تسعى للحصول على ذريعة لحجز المساعدات، وتبرير دعوة مايسمى وزير الأمن في حكومة الصهيونية الدينية بنغفير للجيش الاسرائيلي للسيطرة على المساعدات ومنع وصولها للقطاع في سياق الضغط على حماس لإجبارها على اطلاق الرهائن الاسرائيليين، أما الأمر الآخر وهو الأخطر: اظهار المجتمع الفلسطيني كحالة مفككة، خالية من الحد الأدنى من المسؤولية والتضامن،وطغيان المكاسب الشخصية، مع انتشار مظاهر الفوضى، مع تعمد حماس نشر فيديوهات تعذيب فظيعة لمواطنين، كتكسير أطرافهم بمواسير حديدية، وإطلاق نار عليهم بقصد الاعاقة، تحت عنوان "معاقبة لصوص" وهذا جزء من صور تعذيب مارسها مسلحو حماس أيام الانقلاب سنة 2007... وزاد على كل هذا اصدار منظمات اغاثة دولية بيانات تؤكد صعوبة ادخال مساعدات في ظل هذه الأحوال السائدة! واللافت في خضم كل هذا، التقارير التي نشرتها صحافة اسرائيلية وبالعبرية، حيث أكدت سيطرة عصابات (افرادها ملثمون) على شاحنات المساعدات تحت بصر وسمع جيش الاحتلال، ما يثبت ضلوعه في استخدام المساعدات كسلاح لتعميق الشقاق بين المواطنين في القطاع، وتهيئة الظروف لصراعات داخلية دموية، تستكمل بها جريمة الابادة بالأسلحة الحربية المدمرة، التي بدأتها منذ 410 ايام .

بالتوازي، تعمل أجهزة أمن الاحتلال على تعميم صورة فوضى وفلتان أمني من نوع آخر في بعض مدن الضفة الغربية، حيث يحدث بين الحين والآخر اطلاق مسلحين (ملثمين) الرصاص من بنادق رشاشة، وإلقاء عبوات نحو مراكز تابعة للمؤسسة الأمنية الفلسطينية، أثبتت تحقيقات جهات الاختصاص القضائية تعامل بعضهم مع مخابرات منظومة الاحتلال مباشرة، فيما البعض الآخر انساق بغريزة القطيع لفعل هذه الجريمة، التي لولا العقيدة الوطنية المسيرة للمؤسسة الأمنية، وحرص القيادة الفلسطينية على السلم الأهلي، والالتزام بمبدأ طهارة السلاح الوطني، وتقديس النفس والروح الفلسطينية، لتحققت أهداف اجهزة أمن منظومة الاحتلال، في كسر ظهر السلطة الوطنية الفلسطينية، وشيوع الفلتان والجريمة، كذريعة لتبرير موقف حكومة نتنياهو المتصلب تجاه حل الدولتين، خاصة في ظل تركيز وسائل اعلام اسرائيلية، وفضائيات عربية خادمة في ذات الاتجاه، على شعارات ورموز المسلحين، في نشرات اخبار وتقارير خاصة، تبرز المجموعات المسلحة، كقوات عسكرية منظمة! تهدد أمن اسرائيل، وبهذا التضخيم تسند منظومة الاحتلال دعايتها ومقولتها، بأن أي دولة فلسطينية ستنشأ في سياق حل الدولتين، ستقع تحت سيطرة حماس والجماعات الموالية لإيران! وتدعم المنظومة دعايتها بأسماء ورموز تابعة لحماس وغيرها من المسميات، بتسليط الأضواء عليها وتضخيم قدراتها، لكن الرياح لا تأتي دائما حسب رغبة سفينة أمن منظومة الاحتلال، فالمؤسسة الأمنية الفلسطينية ساهرة ويقظة، وتتعامل مع الوقائع والقضايا والملفات وفقا للقانون، وتقطع في اللحظات الحاسمة دابر عملاء دستهم اجهزة استخبارات الاحتلال، كشفتهم متابعة وتحقيقات اجهزة الأمن الفلسطينية، وتأكد تورط بعضهم مع الاحتلال في عمليات اغتيال واعتقال شباب فلسطينيين!..أما المكلفون بإطلاق النار على مراكز قيادة المؤسسة الأمنية، فقد باتوا معروفين بالاسم، بعد نشر مكالمات هاتفية بين الطرفين، متاحة على وسائل التواصل الاجتماعي .

يقتضي الوعي الوطني تطويق الفوضى، وكشف مرتكبي جرائمها المتعددة أشكالها ومضامينها، والإجابة عن كل سؤال يراود ذهن المواطن .

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024