الشعب الفلسطيني حمل حماس الامانة في سنة 2006 ولكنها لم تصنها.
نشر بتاريخ: 2024-11-28 الساعة: 16:45
ألشعب الفلسطيني حمل حماس الامانة في سنة 2006 ولكنها لم تصنها.
نشر بتاريخ: 26/11/2024 ( آخر تحديث: 26/11/2024 الساعة: 17:43 )
شارك
الكاتب: السفير حكمت عجوري
في الايام الخوالي ابان شهر العسل وتحديدا قبل اغتيال رابين كان هناك رغبة رابينية لانهاء الصراع بعد عقود طويلة من ادارة هذا الصراع ولا اقول رغبة صهيونية لانها لو كانت كذلك لما تم اغتيال رابين وبقرار صهيوني لان هذه الرغبة كانت تتعارض مع الاستراتيجية الصهيونية الا وهي تحريم بناء كيان فلسطيني مستقل على ما تبقى من الارض الفلسطينية مع ان مساحتها اقل من نصف ما اقرت له الشرعية الدولية في قرار التقسيم لسنة 1947 واعنقد ان القبول الفلسطيني بهذا الظلم مع انه كان قبول المكره لا البطل كان هو الحافز الاساسي للفلسفة الرابينية من اجل حل الصراع وليس ادارته كما اسلفت وهو ما كان عليه الحال مع كل من سبقه وكل من جاء بعده.
من اغتال رابين كان هدفه اغتيال مشروع اقامة الدولة الفلسطينية عن طريق التفاوض بين اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ومنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفسطيني ولم يتضح هذا الامر الا بعد ان انسحب شارون من غزة سنة 2005 او بالاحرى اعاد تموضع قواته حيث خرج من البيت الغزي من اجل ان يحاصره جوا وبرا وبحرا لضمان تحقيق هدف فصل غزة عن الضفة وقتل المشروع الوطني الفلسطيني باقامة دويلة للفسطينيين في غزة وهو اقصى ما يمكن للحركة الصهيونية ان تتنازل عنه من ارض فلسطين التاريخية على امل طرد سكان الضفة الغربية لاحقا الى الضفة الشرقية كوطن بديل لهم وهو ما كانت تخطط له الحركة الصهيونية منذ احتلالها لباقي الارض الفلسطينية سنة 1967 وبسبب ذلك اعلن شارون في الخفاء والعلن عن اسفه الشديد لعدم استغلال كيانه الصهيوني للحرب الاهلية في الاردن بين النظام في الاردن وقوات الثورة الفلسطينية سنة 1970 والاستغلال هنا يعني الاطاحة بالنظام الملكي الهاشمي واقامة دولة للفسطينيين وهذا ما يعنيه الوطن البديل في الفكر الصهيوني.
القيادة الفلسطينية ممثلة بالراحل الشهيد الخالد عرفات وخليفته الرئيس الحالي ابومازن وبدون اي شك هم على علم بكل ذلك وهذه كانت احد الاسباب بضرورة العودة من الشتات الى الوطن الام فلسطين تحت اي مسمى وتحت اي ظرف والقبول بما لم يكن من الممكن قبوله قبل ذلك وهو اتفاق اوسلو كاساس لاقامة الدولة الفلسطينية على اي جزء محرر من الارض الفلسطينية ولكن الذي ساهم في عدم نجاح المخطط الفلسطيني هو عدم تمكن القيادة من كشف كل اوراقها لابناء الشعب الفلسطيني خصوصا وان كل فلسطيني من الاربعة عشر مليون فلسطيني يرى في نفسه ياسر عرفات الامر الذي سهل فتح الباب على مصراعيه للثورة المضادة للاتفاق التي قادتها حركة حماس والتي استغلت العاطفة الشعبية وعدم وضوح الرؤيا من اجل ان تحقق هدفها الذي قامت من اجله اساسا وهو ان تكون بديل لمنظمة التحرير وباي ثمن بدأتها بعملياتها التفجيرية في تسعينات القرن الماصي التي تسببت في تفجير كل ممكن ومتاح لانجاح الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني (اوسلو) وكان اهم اهدافها تفجير المشروع الوطني الفلسطيني كونه الابن الشرعي لحركة فتح وهو الذي تحقق صهيونيا مع اغتيال رابين لان العمليات التفجيرية التي كانت لا تفرق بين ضحاياها كانت هي المحرض الاساسي والناجح في اغتيال رابين الذي كان يحمل في ثناياه في نفس الوقت مفجرات المشروع الوطني الفلسطيني وهو ما فعلته حماس بخطفها لغزة من الشرعية في سنة 2007 فيما اصبح يعرف بالانقسام الذي خطط له سفاح صبرا وشاتيلا ، شارون وامده مجرم حرب الابادة والتطهير العرقي ، نتنياهو بكل سبل الاستمرار والى يومنا هذا بدليل وقوفه ضد عودة غزة للشرعية الفلسطينية.
طبعا ما نقوله ربما لا يروق في هذا الوقت لأسماع الكثيرين الذين ما زالوا يعتقدون بان حماس هي المنقذ الاعظم وهي المحرر خصوصا بعد السابع من اكتوبر الذي اثلج صدورنا جميعا في مرحلة ما ولكن سرعان ما صحونا من الصدمة بسبب شدة الوجع ونحن نشاهد كيف ان حماس استولت على غزة وهي محررة وها هي تعيدها لنا محتلة ومدمرة وفي ذلك دليل على ان الارث العرفاتي لم يصنه ولم يحافظ عليه غير رفيق درب عرفات و خليفته الرئيس ابومازن الذي ما زال يمسك على الجمر وهو يرى ما يحصل في غزة ولا يستطيع ان يفعل اكثر من اللجوء للشرعية الدولية حتى وان كانت عاجزة وذلك حفاظا على البقية الباقية من الدولة الفلسطينية والسبب انه لم يكن في يوم ما شريكا في اي من القرارات المتهورة التي اتخذتها حركة حماس طيلة فترة حكمها لغزة بعد اختطافها لغزة بعد ان تحررت على الاقل من اي وجود صهيوني وذلك من اجل اقامة امارتها الاخوانية هناك.
والى كل من لا يروقه ما نقوله اضيف بان المقاومة ليست مجرد طخطخة وصواريخ صوتية وانما هي علم فن الممكن السياسي والديبلوماسي والعسكري وحرب العصابات وتوظيفها جميعا لتحقيق النصر والاهم هو توفير الحماية ضمن الممكن لحاضنة هذه المقاومة وشريان حياتها وهو الشعب الذي تركته حركة حماس بعد السابع من اكتوبر يواجه اعتى الة حرب اجرامية عرفها التاريخ بينما اختبأت هي في الانفاق وهو ما يشجعني على القول بان ما فعلته حماس لا يمت للمقاومة بصلة وانما هو اخذ بالثأر في عصر القانون وسيادته الذي قال كلمته في الاعترف بفلسطين دولة غير عضو في المنظمة الاممية سنة 2012 وهو الذي مكن فلسطين من اللجوء للمحاكم الدولية التي قالت هي ايضا كلمتها بان اصدرت قبل ايام مذكرات اعتقال بحق مجرمي الحرب من بني صهيون .
ما سبق يعني ضرورة ان تعترف حماس اخلاقيا بكل ما ارتكبته من خطايا بحق اهلنا في غزة بصفة خاصة وما ارتكبته بحق المشروع الوطني الفلسطيني بصفة عامة ومن ثم عليها ان تترك فلسطين لاصحابها الذين يعيشون فيها وتعيش فيهم وتسكن فيهم اينما كانوا وان تعيد غزة للشرعية التي تحررت تحت سلطتها قبل ان تخطفها حماس في انقلابها الاخواني الاسود وتحكمها بالحديد والنار ولا ارى في ما اقول اي تجني وذلك بسبب اقرار محمود الزهار وهو احد قادة حماس بان فلسطين ليست اكثر من سواك اسنان في قاموس حماس الاخواتي.
حركة حماس وللاسف فشلت في المقاومة كما فشلت في الحكم وفشلت في التفاوض وما زالت تكابر ولكن نقول وصوت مرتفع ان الوقت قد حان لكي تعترف قيادة حماس بذلك وحان الوقت ايضا كي تعتذر قيادة حماس الاخوانية اولا للشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس وان تعتذر ثانيا للشعب الفلسطيني الذي حملها الامانة سنة 2006 ولكنها لم تصنها بل خانت هذه الامانة بعد سنة ونصف فقط بسبب انقلابها الاسود على هذه الشرعية .
وتتزامن الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، مع نشر قوى اليمين الإسرائيلي (التي انتقلت من الهامش الى السلطة) لخريطة “إسرائيل الكبرى" التوراتية، التي تتماهى مع تصريحات نتنياهو بشأن الشرق الأوسط الجديد، وتضم هذه الخريطة بالإضافة لفلسطين التاريخية أجزاء من جنوب لبنان والأردن وسوريا ومناطق في السعودية والعراق بالإضافة لسيناء. وهذه الخريطة المرتكزة على التفسيرات الاستشراقية- التوراتية لفلسطين والمناطق العربية التي تضمنتها، تعكس صورة متخيلة من السرديات اليهودية لهدف "اختلاق إسرائيل القديمة الكبرى" في العصر الحديث.
الكاتب: حكمت عجوري
في الايام الخوالي ابان شهر العسل وتحديدا قبل اغتيال رابين كان هناك رغبة رابينية لانهاء الصراع بعد عقود طويلة من ادارة هذا الصراع ولا اقول رغبة صهيونية لانها لو كانت كذلك لما تم اغتيال رابين وبقرار صهيوني لان هذه الرغبة كانت تتعارض مع الاستراتيجية الصهيونية الا وهي تحريم بناء كيان فلسطيني مستقل على ما تبقى من الارض الفلسطينية مع ان مساحتها اقل من نصف ما اقرت له الشرعية الدولية في قرار التقسيم لسنة 1947 واعنقد ان القبول الفلسطيني بهذا الظلم مع انه كان قبول المكره لا البطل كان هو الحافز الاساسي للفلسفة الرابينية من اجل حل الصراع وليس ادارته كما اسلفت وهو ما كان عليه الحال مع كل من سبقه وكل من جاء بعده.
من اغتال رابين كان هدفه اغتيال مشروع اقامة الدولة الفلسطينية عن طريق التفاوض بين اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ومنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفسطيني ولم يتضح هذا الامر الا بعد ان انسحب شارون من غزة سنة 2005 او بالاحرى اعاد تموضع قواته حيث خرج من البيت الغزي من اجل ان يحاصره جوا وبرا وبحرا لضمان تحقيق هدف فصل غزة عن الضفة وقتل المشروع الوطني الفلسطيني باقامة دويلة للفسطينيين في غزة وهو اقصى ما يمكن للحركة الصهيونية ان تتنازل عنه من ارض فلسطين التاريخية على امل طرد سكان الضفة الغربية لاحقا الى الضفة الشرقية كوطن بديل لهم وهو ما كانت تخطط له الحركة الصهيونية منذ احتلالها لباقي الارض الفلسطينية سنة 1967 وبسبب ذلك اعلن شارون في الخفاء والعلن عن اسفه الشديد لعدم استغلال كيانه الصهيوني للحرب الاهلية في الاردن بين النظام في الاردن وقوات الثورة الفلسطينية سنة 1970 والاستغلال هنا يعني الاطاحة بالنظام الملكي الهاشمي واقامة دولة للفسطينيين وهذا ما يعنيه الوطن البديل في الفكر الصهيوني.
القيادة الفلسطينية ممثلة بالراحل الشهيد الخالد عرفات وخليفته الرئيس الحالي ابومازن وبدون اي شك هم على علم بكل ذلك وهذه كانت احد الاسباب بضرورة العودة من الشتات الى الوطن الام فلسطين تحت اي مسمى وتحت اي ظرف والقبول بما لم يكن من الممكن قبوله قبل ذلك وهو اتفاق اوسلو كاساس لاقامة الدولة الفلسطينية على اي جزء محرر من الارض الفلسطينية ولكن الذي ساهم في عدم نجاح المخطط الفلسطيني هو عدم تمكن القيادة من كشف كل اوراقها لابناء الشعب الفلسطيني خصوصا وان كل فلسطيني من الاربعة عشر مليون فلسطيني يرى في نفسه ياسر عرفات الامر الذي سهل فتح الباب على مصراعيه للثورة المضادة للاتفاق التي قادتها حركة حماس والتي استغلت العاطفة الشعبية وعدم وضوح الرؤيا من اجل ان تحقق هدفها الذي قامت من اجله اساسا وهو ان تكون بديل لمنظمة التحرير وباي ثمن بدأتها بعملياتها التفجيرية في تسعينات القرن الماصي التي تسببت في تفجير كل ممكن ومتاح لانجاح الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني (اوسلو) وكان اهم اهدافها تفجير المشروع الوطني الفلسطيني كونه الابن الشرعي لحركة فتح وهو الذي تحقق صهيونيا مع اغتيال رابين لان العمليات التفجيرية التي كانت لا تفرق بين ضحاياها كانت هي المحرض الاساسي والناجح في اغتيال رابين الذي كان يحمل في ثناياه في نفس الوقت مفجرات المشروع الوطني الفلسطيني وهو ما فعلته حماس بخطفها لغزة من الشرعية في سنة 2007 فيما اصبح يعرف بالانقسام الذي خطط له سفاح صبرا وشاتيلا ، شارون وامده مجرم حرب الابادة والتطهير العرقي ، نتنياهو بكل سبل الاستمرار والى يومنا هذا بدليل وقوفه ضد عودة غزة للشرعية الفلسطينية.
طبعا ما نقوله ربما لا يروق في هذا الوقت لأسماع الكثيرين الذين ما زالوا يعتقدون بان حماس هي المنقذ الاعظم وهي المحرر خصوصا بعد السابع من اكتوبر الذي اثلج صدورنا جميعا في مرحلة ما ولكن سرعان ما صحونا من الصدمة بسبب شدة الوجع ونحن نشاهد كيف ان حماس استولت على غزة وهي محررة وها هي تعيدها لنا محتلة ومدمرة وفي ذلك دليل على ان الارث العرفاتي لم يصنه ولم يحافظ عليه غير رفيق درب عرفات و خليفته الرئيس ابومازن الذي ما زال يمسك على الجمر وهو يرى ما يحصل في غزة ولا يستطيع ان يفعل اكثر من اللجوء للشرعية الدولية حتى وان كانت عاجزة وذلك حفاظا على البقية الباقية من الدولة الفلسطينية والسبب انه لم يكن في يوم ما شريكا في اي من القرارات المتهورة التي اتخذتها حركة حماس طيلة فترة حكمها لغزة بعد اختطافها لغزة بعد ان تحررت على الاقل من اي وجود صهيوني وذلك من اجل اقامة امارتها الاخوانية هناك.
والى كل من لا يروقه ما نقوله اضيف بان المقاومة ليست مجرد طخطخة وصواريخ صوتية وانما هي علم فن الممكن السياسي والديبلوماسي والعسكري وحرب العصابات وتوظيفها جميعا لتحقيق النصر والاهم هو توفير الحماية ضمن الممكن لحاضنة هذه المقاومة وشريان حياتها وهو الشعب الذي تركته حركة حماس بعد السابع من اكتوبر يواجه اعتى الة حرب اجرامية عرفها التاريخ بينما اختبأت هي في الانفاق وهو ما يشجعني على القول بان ما فعلته حماس لا يمت للمقاومة بصلة وانما هو اخذ بالثأر في عصر القانون وسيادته الذي قال كلمته في الاعترف بفلسطين دولة غير عضو في المنظمة الاممية سنة 2012 وهو الذي مكن فلسطين من اللجوء للمحاكم الدولية التي قالت هي ايضا كلمتها بان اصدرت قبل ايام مذكرات اعتقال بحق مجرمي الحرب من بني صهيون .
ما سبق يعني ضرورة ان تعترف حماس اخلاقيا بكل ما ارتكبته من خطايا بحق اهلنا في غزة بصفة خاصة وما ارتكبته بحق المشروع الوطني الفلسطيني بصفة عامة ومن ثم عليها ان تترك فلسطين لاصحابها الذين يعيشون فيها وتعيش فيهم وتسكن فيهم اينما كانوا وان تعيد غزة للشرعية التي تحررت تحت سلطتها قبل ان تخطفها حماس في انقلابها الاخواني الاسود وتحكمها بالحديد والنار ولا ارى في ما اقول اي تجني وذلك بسبب اقرار محمود الزهار وهو احد قادة حماس بان فلسطين ليست اكثر من سواك اسنان في قاموس حماس الاخواتي.
حركة حماس وللاسف فشلت في المقاومة كما فشلت في الحكم وفشلت في التفاوض وما زالت تكابر ولكن نقول وصوت مرتفع ان الوقت قد حان لكي تعترف قيادة حماس بذلك وحان الوقت ايضا كي تعتذر قيادة حماس الاخوانية اولا للشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس وان تعتذر ثانيا للشعب الفلسطيني الذي حملها الامانة سنة 2006 ولكنها لم تصنها بل خانت هذه الامانة بعد سنة ونصف فقط بسبب انقلابها الاسود على هذه الشرعية .
وتتزامن الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، مع نشر قوى اليمين الإسرائيلي (التي انتقلت من الهامش الى السلطة) لخريطة “إسرائيل الكبرى" التوراتية، التي تتماهى مع تصريحات نتنياهو بشأن الشرق الأوسط الجديد، وتضم هذه الخريطة بالإضافة لفلسطين التاريخية أجزاء من جنوب لبنان والأردن وسوريا ومناطق في السعودية والعراق بالإضافة لسيناء. وهذه الخريطة المرتكزة على التفسيرات الاستشراقية- التوراتية لفلسطين والمناطق العربية التي تضمنتها، تعكس صورة متخيلة من السرديات اليهودية لهدف "اختلاق إسرائيل القديمة الكبرى" في العصر الحديث.
mat