الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الرغبوية المميتة

نشر بتاريخ: 2025-05-08 الساعة: 05:46

 

كلمة الحياة الجديدة


تُرى في غياهب أيّ جبّ كانت عقليّة حركة "حماس" حين أقدمت على توليف حكاية الطّوفان، وذهبت إلى تجسيدها على أرض الواقع، بهجوم السابع من أكتوبر عام 2023..؟؟ أي حسابات أجرتها "حماس" وأيّ احتملات توقعتها..!! هذه أسئلة في الواقع باتت أجوبتها معروفة، وصريحة تماما في نتائج الطوفان، التي ما زالت تصب حتى اللحظة، وتحديدا في طاحونة "نتنياهو" الحربية، والسياسية، والسلطوية معا..!!

بوضوح شديد، تقول هذه النتائج، الكارثية فلسطينيا، إنه ما كان لحركة "حماس" حسابات بهذا الشأن، غير حسابات الخطاب والشعار الثورجي، وعقليتها كانت بلا أي تحامل، في غياهب جب الحسابات الإيرانية، ولشدة عتمة هذا الجب غاب عنها البصر، وحتى البصيرة، لتحل المخيلة  الرغبوية محلهما، لتحلق في فضاء انتصارات لا حصر لها..!! ألم يكن هذا هو فحوى خطاب "الضيف" في اليوم الثاني، أو الثالث من  الطوفان...؟؟؟    

طوال سنوات عديدة ظل نتنياهو يؤلف لحماس أسباب تمردها على السلطة الوطنية الفلسطينية ويفتح لها لغاية تضخيم أوهامها، دروب الدعم المالي تحت مراقبة عين أجهزته الأمنية (...!!) لتصل في المحصلة إلى ما يعرف بالنقطة الحرجة التي تفرض تحولا من حال إلى حال، أراده "نتنياهو" في حساباته أن يكون هو الحال الراهن الذي باتت عليه حركة "حماس" وكل ذلك لأجل غلق كافة الطرق، أمام تقدم حركة التحرر الوطني الفلسطينية، نحو تحقيق أهداف مشروعها، في الحرية والاستقلال، وتفاصيل سياسة نتنياهو في هذا السياق، لم تعد خافية على أحد، وطوال هذه السنوات ذاتها، اعتقدت "حماس" وقد أثملتها سلطة الانقسام، اعتقدت واهمة، أن سياسة نتنياهو هذه، إنما هي سياسة المرتجف منها، وما ينبغي لها تاليا العمل على تكريس هذه السياسة، وتعظيمها، بمنحها دلائل لا تقبل الجدل، لا من خلال التهديد بالصوريخ الـ1111، وإنما بعمل على الأرض، وفق خطابات "محور المقاومة" يهز كيان دولة إسرائيل، ورئيس حكومتها معا...!!

فضائية الجزيرة كانت وما زالت تعاقر أوهام هذه الخطابات، عبر ثرثرات فرقتها من صبيان الإخونجية، واليسار المتأسلم،  الذين لم يشبعوا بعد على ما يبدو، من السحت الحرام...!!

سبعة عشر شهرا من ثرثرات التحليل السياسي، والعسكري، على شاشة هذه الفضائية، جعلت من العدوان الإسرائيلي، حربا سجالا بين طرفين، تتقارب قوتهما تقريبا، والخسائر البشرية المهولة، التي باتت في الجانب الفلسطيني على نحو غير مسبوق، فإنها لم تكن طبقا لخالد مشعل، غير خسائر تكتيكية، لن تغير في مسار الحرب الاستراتيجي، بالنسبة لحماس، وناطقها العسكري لا يذكر بغير أن النصر إنما هو صبر ساعة...!!

ويا لها من ساعة ما زالت تطول، وما زالت تمنح "نتنياهو" ما يريد من وقت، ليواصل حرب الإبادة لمشروع فلسطين التحرري، وبتصعيدها خاصة في الضفة الفلسطينية المحتلة..!!

لقد حلت الكارثة، كارثة الخراب، والمجاعة. الضحايا بالآلاف، والتوقعات غامضة، بواقعية شديدة هذه هي حال قطاع غزة اليوم و"كابينيت" "نتنياهو" يقرر إعادة احتلاله بالكامل، كل هذا حدث وما زال يحدث، بعد أن لم تكن هناك أي حسابات لا وطنية، ولا عقلانية، ولا  أي شيء من حسابات السياسات الراشدة، لم يكن هناك غير الوهم، والمغامرة والقرار الإقليمي، في ما فعلت  "حماس" من طوفان، يكاد اليوم أن ياتي على الأخضر واليابس في بلادنا فلسطين..!! والطامة الكبرى ما زالت فضائية الجزيرة تتحدث عن براعة "حماس" قتالا وتفاوضا، برغم أن الكارثة قد طالتها أيضا...!!

رئيس التحرير 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025