زكي : فتح خاضت معركة الكرامة ومنعت فرض الاستسلام على الامة وصنعت انتصاراً انتظرته بعد هزيمة حزيران
نشر بتاريخ: 2019-03-21 الساعة: 18:00رام الله-اعلام فتح- أكد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان صمود فدائيي فتح والجيش الاردني في معركة الكرامة قبل واحد وخمسون عاما قد منعت الاحتلال الاسرائيلي من السيطرة على الجبال المطلة على عمان وفرض الاستسلام على المملكة الذي حاولت فرضه في حرب الخامس من حزيران من العام 1967 . . وقلبت المعادلة وحولت جيش الاحتلال الاسرائيلي من جيش لايقهر الى جيش قابل للكسر ، ومن جيش مبادر في الهجوم وقادر على التمركز واحتلال الأرض الى جيش لم يستطع حتى الاستمرار بعملياته أوتحقيق اي من اهدافه العسكرية والسياسية من المعركة .
واضاف في لقاء مع اذاعة موطني اليوم الخميس بمناسبة الذكرى الواحدة والخمسون لمعركة الكرامة التي حدثت في 21 آذار عام 1968:" ان صمود الفدائيين وقتالهم الاسطورري في معركة الكرامة قد دفع القيادة المصرية حينها الى فتح اكاديمياتهم العسكرية لنا و فرع الكاتيوشا .
ولفت زكي الى انتشار معسكرات التدريب لحركة فتح علنا في كل مناطق سوريا رغم ان بدايات التدريب السري كان على ارضها ، واشار مستذكرا اصوات اصحاب الحافلات لم يذكروا اسم المنطقة جغرافيا ( ألاغوار ) وانما كانوا ينادون على جماهير المتطوعين لركوب الحافلات والتوجه نحو فتح . وأعتبر معركة الكرامة بمثابة الانطلاقة الحقيقية لحركة فتح والثورة الفلسطينية رغم ان شرارتها الأولى كانت في الفاتح من يناير كانون الثاني من العام 1965
ووصف زكي معركة الكرامة بيوم الانتصار العظيم للثورة الفلسطينية وذكر برسالة الرئيس جمال عبد الناصر لفدائيي فتح حيث خاطبهم قائلا في العام 1967 : يا فدائيي فتح قاتلوا ولو باشعال الحرائق ، لنكم إن لم تشعلوا الحرائق على ارضكم فلن ترفع عليها اعلاما عربية قط " ... حيث جاء هذا الخطاب بعد هزيمة حزيران وبروز السؤال الكبير ماذا بعد وكيف ؟!.
واضاف زكي قائلا :" دخل ابو عمار وابو صبري للداخل الفلسطيني ، وبدا نفكر بأن وقوف عبد الناصر مع فتح يعني ابتداء مرحلة من الفداء والتضحية ، وقمنا بعمليات لكن خططنا لانطلاقة عسكرية جديدة في 1-1-1968 بأعمال فدائية نوعية تفاجىء العدو ، وفعلا بدأنا في جمع السلاح ، وكان هناك ضباط في الجيش الاردني ساعدونا وغضوا الطرف عن نشاطنا منهم مشهور حديثة وسعد صايل .
وبدأ القائد عبد الفتاح حمود يقود عمليات في شهر شباط من ذات العام 68 حتى اندفع موشي دايان وزير حرب جيش الاحتلال حينها للقول ان الفتح كالبيضة في يدي احتاج الى شيء من الضغط حتى اسحقها "
وكانت خطة دايان تقضي بالسيطرة على جبال السلط في المناطق الشرقية ثم الهجوم على فتح في وادي الاردن في منطقتي وادي السلاطين والكرامة والشمالي وغيرها .
واستذكر زكي قرار القائد العام ياسر عرفات بتغيير قانون حرب العصابات عبر الصمود والقتال على الأرض وعدم الترتاجع بسبب انعدام التكافؤ في القوات والسلاح وتحدث عن ضرورة صنع حالة من الانتصار لأن الأمة العربية كانت تنتظر نصرا افتقدته في نكستها في حزيران 67.
واضاف زكي :" كنا اربعمائة وخمسون فدائيا ، وكانوا جميعهم يمتلكون روح الفدائي الاستشهادي وكانت قيادات فتح الاولى في مقدمة المقاتلين في الميدان كأبو عمار وابو صبري وابو اللطف وابو جهاد وكل قيادات فتح .
وضرب مثلا عن التحضير للمعركة فقال زكي وقال :" شاهد ابو عمار الفدائي الملقب بالفسفوري يحفر خندقا قرب نهر الاردن فنصحه ابو عمار بأن يغير موقعه فكان رد الفدائي : الم تقل لنا يا ابو عمار اننا سنقلب قانون حرب العصابات ، وبان كل من في السهل سيستشهدون قال ابو بلى ، فأكمل الفدائي فقال : انا هنا احفر خندقي ليكون خندقي وقبري المتقدم على قبوركم جميعا ". واستذكر البطلين ربحي وابو علي المدني كمثلين على ان الفدائيين كانوا كالشوكة في حلق العدو .
وفرضت طوقا على الفدائيين ، لكن قوات من الجيش الاردني اشتبكت معه واربكته بعد قطع القوات عن مؤخرتها .. تحولت المعركة من وجه الى وجه وبالسلاح الأبيض احيانا ، واكد زكي وقوع خسائر ضخمة في قوات العدو وآلياته التي تم عرضها في عمان العاصمة عند المدرج الروماني .
واعتبر زكي معركة الكرامة خير تعبير حقيقي عن وحدة الدم الفلسطيني الاردني ، وقال:" بدأ عملياتنا الكبيرة ، واطلقنا شعار كلنا فدائيون ، وبدا ابو عمار برفع شارة النصر . فيما بدأت الفصائل التي انسحبت قبل خوض المعركة بالاحتفال بهذا النصر، وأكد قول موشي ديان عن حركة فتح بأنها الرقم الصعب في معادلة الصراع .
وشدد على ان الصمود والذكاء والخبرة والارادة كانت عواملنا التي استطعنا بها ملء عقول العالم بصورة الفدائي المناضل ليس من اجل فلسطين وحسب، بل من اجل اعطاء نصر لأمتنا من الخليج الى المحيط حتى باتت معركة الكرامة حاضرة في المناهج الدراسية لأكاديميات عسكرية كبرى .
وأكد وحدة الدم الفلسطيني وقال :" الاردنيون فلسطينيو الانتماء ، والفلسطينييون اردنيو الانتماء ، وشدد على رفض الوطن البديل .
واعرب زكي عن اعتقاده باستمرار مدرسة النضال اللفلسطيني على نهجها و لفت الى قول ابو عمار :" إن الشعب الفلسطيني أعظم من قيادته والى قول الرئيس ابو مازن :" ارفعوا رؤوسكم فانتم فلسطينييون " .
واعرب عن ثقته بارادة الشعب الفلسطيني وقوته واصراره على المواجهة ووصف الشعب بالمعلم الرائد ، لأنه شعب يحمي أقدس أرض في العالم . ويحمي الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا ".
وقال زكي مازال لدينا امل بالسلام .. لكن لن نكون عبيدا ولن نخضع ، ولن نكون اسرى التعايش مع هذا الجلاد -في اشارة لدولة الاحتلال اسرائيل -وسنمضي بنضالنا حتى نحقق اهدافنا بدولة مستقلة وعاصمتها القدس ، وستبقى حيفا واللد ويافا وصفد في عقولنا وتفكيرنا وغالية علينا .
واشاد بمسيرة الشعب الفلسطيني الكفاحية وارادته التي صنعت مدارس في البطولة منذ معركة الكرامة وماقبلها وحتى اليوم ووجه التقدير لأرواح الشهداء والتحية للحركة الاسيرة وللأسرى الذين يواجهون في كل لحظة المخاطر معتقلات الاحتلال مستذكرا اسماء قيادات عليا مثل كريم يونس ومروان البرغوثي واحمد سعدات وفؤاد الشوبكي والكثير في القافلة.
sab