يجب تحييده عن التأثير في الحياة الفلسطينية...القدوة: مطلب اسرائيل نزع السلاح غير مقبول وغير واقعي
نشر بتاريخ: 2017-11-07 الساعة: 14:45رام الله- اعلام فتح- استعرض الناطق الرسمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، مفوض الاعلام والثقافة والتعبئة الفكرية د. ناصر القدوة السياسات والاجراءات الاسرائيلية التصعيدية تجاه ابناء شعبنا، مؤكداً على أن الممارسات الاسرائيلية تشكل خطورة هائلة، معتبرا أن ذلك جزء من الانجراف العام في اسرائيل نحو اليمين المتطرف والامعان في الاصولية الدينية حتى الفاشية والعداء للديمقراطية.
وقال القدوة خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر مفوضية الاعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، اليوم الثلاثاء، أن اسرائيل "قوة الاحتلال" تحاول نقل الوضع الى مستوى مختلف، مستفيدة من قوتها النسبية الحالية ومن الضعف العربي النسبي، مشيراً إلى أن سمات ذلك تتمثل في الامعان في الاستعمار الاستيطاني بشكل محموم، مؤكدا أن الاستعمار الاستيطاني في الضفة الغربية يعتبر انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة أي جريمة حرب يجب محاسبة اسرئيل عليها، معتبراً أن محاولات اسرائيل شرعنة المستعمرات الى جانب تقويض صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية ستقود الى الاطاحة بالوضع القائم.
وعبر القدوة عن رفض حركة فتح للممارسات الاسرائيلة المتعلقة بمدينة القدس المحتلة، والمتمثلة بالمحاولات الاسرئيلية لاحداث تغيير ديمغرافي، واخراج أحياء مثل كفر عقب وشعفاط خارج القدس المحتلة، مشددا في السياق ذاته على رفض الفكرة الأخرى وضم مستعمرات ومنها ما يعرف بـ "معالي ادوميم" لبلدية القدس، مؤكدا أن استمرار اسرائيل في سياساتها سينتج عنه مواجهات حقيقية بين الجانبين وبطبيعة الحال الاطاحة بامكانية احداث الحل السياسي على جميع الاطراف.
تصريحات نتنياهو حول الاستعمار الاستيطاني: خرافات سياسية يجب ان تنتهي
وأكد القدوة رفضه المطلق لتصريحات رئيس الوزير الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يريد من خلالها البحث على مفهوم مختلف للسيادة بالنسبة للدولة الفلسطينية، ورفض بذلك ازالة المستعمرين، ومحاولته المقارنة بينهم وبين الفلسطينين العرب في اسرائيل، معتبرا تصريحاته بالخرافات السياسية التي يجب أن تنتهي.
وشدد على أن دولة فلسطين قائمة بحكم الحق الطبيعي والتاريخي لشعبنا، واستنادا لاعتراف دول العالم بدولة فلسطين على حدود العام 1967م، الذي يفوق عددهم عدد الدولة المعترفة بدولة "اسرائيل"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني هو مصدر السيادة وصاحبها، مشيراً الى أنه لن يكون هناك تطبيع من قبل الدول العربية مع اسرائيل قبل حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولن يكون هناك تطبيق بالمقلوب للمبادرة العربية، مطالبا اسرائيل بأن تكف عن الادعاء والكلام بأنها جزء طبيعي من المنطقة، وأنها لن تكون كذلك الا بعد حل وانهاء الصراع.
هناك غياب لتفهم بريطانيا للألم الفلسطيني بسبب "بلفور"
وفيما يتعلق بوعد بلفور، اشار القدوة الى وجود غياب لاي تفهم بريطاني للألم والغضب الفلسطيني، وللمسؤولية التاريخية البريطانية تجاه القضية الفلسطينية، منوها الى وجود بعض المواقف الايجابية من قبل بريطانيا تمثلت في التصريحات المتعلقة بالمستعمرات والحل أساس حل الدولتين، لافتا الى أن ذلك لا يكفي، مطالبا الحكومة البريطانية بتحمل مسؤولياتها بالكامل، والعمل على تمكين شعبنا من انجاز استقلاله الوطني في دولته المستقلة، من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، والتحرك باتجاه ما تبناه وزير الخارجية لاستصدار قرار من قبل مجلس الأمن الدولي. شاكرا جهود كافة الاطراف البريطانية الداعمة لنضال شعبنا.
قرار "الفيفا" حول اندية المستعمرات فضيحة كبرى
ووصف القدوة قرار مجلس الفيفا" المتعلق بأندية المستعمرات الاسرائيلية في الارض الفلسطينية المحتلة بأنه فضيحة أكبر من الفضائح السابقة للفيفا، لافتاً أن القرار لم يتعامل مع الموضوع المطروح. مشيرا الى أن الكلمات المستخدمة ودلالاتها تحاول تغيير المركز القانوني للأرض المحتلة، داعيا الى مواجهة ذلك بالتعاون مع الاتحادات الوطنية والدولية والاطر القيادية للفيفا، مؤكدا أن التحركات الاسرائيلية ستمنى بالفشل على المدى البعيد بالرغم من بعض النجاحات التكتيكية.
المصالحة: الأولوية للوحدة الجغرافية والسياسية
وفيما يتعلق بملف المصالحة، أكد القدوة الترحيب بالخطوات التي تمت حتى الان، معبرا عن اماله بنجاح اجتماع الفصائل بتاريخ 21/11/ 2017. وأكد أن الأولوية المطلقة للعمل على استعادة الوحدة جغرافيا وسياسيا لتحقيق المصالحة الوطنية، مشددا على أنه يجب الاستفادة من الظروف الاقليمية والدولية ومن الجهد المصري المبارك والمشكور.
واستعرض الرؤية اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة السياسية والوطنية، المتمثلة في الاتفاق على انهاء السيطرة أحادية الجانب على القطاع وعلى حياة أهلنا هناك واعادة القطاع الى النظام السياسي والاداري. والاتفاق على شراكة كاملة مع كافة الاطراف في النظام السياسي. والاتفاق السياسي والبرامجي على برنامج الاجماع الوطني الرامي الى انجاز الاستقلال الوطني لدولة فلسطين على حدود عام 1967م، والبرنامج الواقعي لعمل السلطة الوطنية الفلسطينية المتمثل بالتزامها بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي.
مطلب اسرائيل حول سلاح الفصائل محاولة لافساد المصالحة
وفيما يتعلق بموضوع الأمن، أشار القدوة الى أن الموضوع محسوم، وأنه يجب أن تكون الأجهزة الامنية تحت السيطرة الكاملة للحكومة، مؤكدا ضرورة أن تتم اعادة الهيكلة والتقيد وفق اتفاق عام 2011 وما سيجري من اتفاق حول الخطوط العامة التفصيلية.
وفيما يتعلق بسلاح الفصائل، أشار القدوة الى ان الحديث يدور حول الفصائل المعترف بها، مشيرا الى وجود مفاهيم مختلفة وقد تكون متناقضة، منها المفهوم الاسرائيلي والمفهوم الفلسطيني. وفيما يتعلق بالمفهوم الاسرائيلي الذي يتدخل بفظاظة في محاولة لافساد المصالحة ويطالب بنزع السلاح، فقد اكد القدوة أن ذلك غير مقبول وغير واقعي وغير قابل للتطبيق. وقال ان نزع السلاح عموما يكون اما بالحرب أو من خلال تسوية سياسية، مشيرا الى أن اسرائيل جربت الحرب ثلاثة مرات ولم تنجح في نزع السلاح. واما بالتسوية، فلا تلوح في الافق القريب، وفي حال وجود بوادر تسوية فاننا سنتحدث في الموضوع في حينه.
وفيما يتعلق بالمفهوم الفلسطيني، فان الموضوع مختلف، مؤكدا أنه يجب ضبط السلاح وتحييده عن تأثير في الحياة الفلسطينية، واخضاعه للقيادة السياسية وضبط استخدامه بمعنى قرار الحرب والسلم، وبما يحقق فكرة ضرورة وجود سلطة واحدة وسلاح واحد.
وفيما يتعلق بفعاليات احياء ذكرى رحيل الشهيد القائد ياسر عرفات، قال القدوة أنه سيتم تنظيم مهرجان مركزي في قطاع غزة، فيما سيتم فعاليات في مدن الضفة، منوها الى أن مؤسسة ياسر عرفات ستحيي الذكرى في فاعلية تنظمها يوم 10/11/2017 في قصر رام الله الثقافي، ستعلن خلالها عن جائزة ياسر عرفات للانجاز للعام 2017.
amm