الرئيسة/  مقالات وتحليلات

كنز من المعرفة..

نشر بتاريخ: 2025-02-02 الساعة: 17:51

 

 محمود أبو الهيجاء


كتب العديد من رؤساء الدول كتباً عن تجربتهم في الحكم، وفي الحياة العامة، والخاصة، كمثل سيرة سياسية، واجتماعية، وشخصية، بل بعضهم سجل أفكاره في الحكم، كالزعيم عبد الناصر الذي ألف كتابا تحت عنوان "فلسفة الثورة".

لم يسجل حتى اللحظة أن زعيما في هذا العالم كتب أكثر من أربعة أو خمسة كتب باستثناء الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي ألف قرابة العشرة كتب، غير أن هذا لم يعد استثناء حين نعرف أن للرئيس محمود عباس أبو مازن 232 كتاباً، نشر منها حتى اليوم 27 كتاباً – قرأنا البعض منها حتى الآن- والبقية ستأتي حين يسمح التاريخ بذلك.

مئتان واثنان وثلاثون كتابا، كل واحد بعنوان يروي شيئاً من فصول القضية الفلسطينية، وشؤونها وسيرها في الدروب الصعبة، والشاقة، والمفخخة بألغام من كل هوية ونوع، وبرؤية مبعثها الطبيعة الفلسطينية، المجبولة على المواجهة والتحدي، هذه التي فجرت ثورة الشعب الفلسطيني، في الفاتح من كانون أول عام 1965، وبقرار لا يقبل أي تراجع، ولا أي مساومة، ولا أي التباس "فتح" .. ثورة حتى النصر.  

والحقيقة الكتابة بالنسبة للزعيم، رئيساً في الحكم، أو قائداً لحركة تحرر وطني، مهمة صعبة، وتزداد صعوبة إذا ما كان الكاتب هنا، يُدوّن للتاريخ بأمانة وشفافية، لا ترجو أية غاية استهلاكية. وأعتقد جازماً أن هذا الأمر كان باستمرار الهم الأساس للرئيس ابو مازن، أن يكتب للتاريخ، وقد أدرك ثقل المسؤولية في هذا الإطار، مسؤولية الكلمة، والموقف، والرؤية، فلا مبالغات، ولا تهويمات إنشائية، ولا تأويلات تغالط الواقع، وتجافي الحقيقة، وبشفافية عالية وحميمة، أوضح الرئيس أبو مازن لنخبة من الكتاب والاعلاميين، خلال استقباله لهم الخميس الماضي، في مقر الرئاسة انه ليس مؤرخاً، بل كاتب للتاريخ، وعلى من سيقرأ بعضاً من هذه الكتب، أن يرى الغاية الجوهرية من الكتابة للتاريخ، بعيداً عن سرديات السياسات الاستهلاكية وأحابيلها، التي طعن كثيرها القضية الفلسطينية، وثورة شعبها، وقيادة هذه الثورة في إطار حركتها الوطنية، بمقولات افتراء فاحشة...!!

مئتان واثنان وثلاثون كتاباً، كنز من المعرفة بانتظار الإشهار، لنعرف كل ما له علاقة بقضيتنا الوطنية، أوراق فلسطينية تروي وتكشف وتشير إلى سدرة المنتهى من الثورة إلى الدولة.

في ثمانينيات القرن الماضي كنت لأول مرة أقرأ مؤلفاً لعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أبو مازن، كان عبارة عن كتيب صغير عن الصندوق القومي اليهودي "الكيرن كيمت" وغايات هذا الصندوق الاستيطانية في فلسطين، ومن المهم أن يكون للقضية الفلسطينية صندوق مشابه بغايات تحررية بطبيعة الحال، من ذلك اليوم وحتى اللحظة، وأنا أرى قائداً مفكراً، وسياسياً حصيفاً، همه المعرفة بلا أي مغالطات، ولا أي شعبويات،، لنتقدم بها معه، وبقيادته الحكيمة، نحو حرية فلسطين وخلاصها.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025