الرئيسة/  عربية ودولية

الاتحاد الأوروبي قد "يتفكك"

نشر بتاريخ: 2018-06-23 الساعة: 10:33

باريس-وكالات- حذر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، بنجامين جريفو، أمس الجمعة، من أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن "يتفكك" في حال لم يتوصل إلى خطة مشتركة بشأن التعامل مع الهجرة.
وقبل يومين من محادثات طارئة بين 16 من حكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال جريفو إنه ليس خيار السماح "لأوروبا بأن تتفكك بشأن قضية الهجرة".
وتصدرت هذه القضية المشهد مجددا جراء انقسام في الحكومة الألمانية وجراء رفض الحكومة الشعبوية الإيطالية الجديدة السماح لسفن إنقاذ تحمل مهاجرين جرى إنقاذهم من البحر المتوسط بأن ترسو في موانئها.
وأدى نقاش حاد بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تتعامل مع العدد الأكبر من الوافدين - سيما إيطاليا- إلى توجيه نداءات إلى الدول الأخرى بفعل المزيد. ومن ناحية أخرى، تعارض دول شرق أوروبا بشدة فكرة إعادة نقل اللاجئين.
وقد تواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمردا من قبل وزير داخليتها حليفها المحافظ هورست زيهوفر في حال لم تتوصل إلى اتفاق مع الدول المجاورة لكبح الوافدين من مجموعات مهاجرة معينة.
وقال جريفو لإذاعة راديو (كلاسيك) : "إذا لم تتمكن أوروبا من التوصل إلى اتفاق والعمل على خطة هجرة مشتركة، فأخشى للأسف أنها ستتفكك للأبد".
وترمي محادثات بروكسل التي تقام بعد غد الأحد إلى الإعداد لقمة تضم كل قادة الاتحاد الأوروبي الـ 28 الخميس والجمعة المقبلين.
وقالت المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة إن بلجيكا وكرواتيا والدنمارك وفنلندا ولكسمبورغ وهولندا وسلوفينيا والسويد ستحضر المحادثات.
ومن المقرر أن تشارك بالفعل النمسا وبلغاريا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا ومالطا وإسبانيا.
ولن تحضر ما يطلق عليها مجموعة (فيسجراد) التي تضم المجر وبولندا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك.
وتعارض هذه المجموعة إعادة نقل طالبي اللجوء داخل أوروبا لمساعدة دول خط المواجهة الأعضاء.
ومن ناحية أخرى، حذرت اليوم الجمعة مجموعة من الخبراء تابعة للمجلس الأوروبي من أن أوروبا تشهد حاليا، "تصاعدا لا يلين" للتيار الشعبوي المعادي للأجانب وكذلك خطاب الكراهية.
وقالت "اللجنة الأوروبية المناهضة للعنصرية والتعصب" - وهي مجموعة حقوقية تابعة للمجلس الأوروبي- في تقريرها السنوي، إن التيار الشعبوي يصور الهجرة على أنها تمثل تهديدا للتماسك الاجتماعي وللأمن، ويتغاضى في الغالب عن "الحقائق المستندة إلى أدلة".
وحذرت مجموعة الخبراء من أنه يتم استغلال المخاوف الأمنية من أجل "تبرير إحداث تقليص كبير للحقوق الأساسية للمهاجرين والمجموعات الأخرى المستضعفة".
وقالت مجموعة الخبراء إنه في الوقت الذي كرست فيه دول أوروبية عديدة جهودا كبيرة لإدماج المهاجرين، خاصة في مجالات تقديم خدمات الإسكان والتعليم والتشغيل، لا تزال هناك مطالب مبالغ فيها حول الحد من الهجرة.
وقال رئيس المجموعة جين بول ليهنرز إنه يجب على الحكومات "تغيير خطابها إلى حوار أكثر توازنا وقائم على الحقائق، يؤكد على الإسهام الإيجابي للهجرة التي يتم التحكم فيها جيدا".
وفي السياق ذاته، شكك وزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني في تصريحات نشرت اليوم الجمعة بقدرة الاتحاد الأوروبي، الذي يشهد انقسامات بشأن الهجرة وغيرها من الملفات، على تجاوز الصعوبات التي سيشهدها العام المقبل.
وقال زعيم حزب الرابطة المناهض للهجرة لمجلة (دير شبيغل) الألمانية "في غضون عام، سيتقرر إن كان سيكون هناك أوروبا موحدة أم لا".
وأضاف أنه سيتضح خلال المحادثات المقبلة بشأن ميزانية الاتحاد الأوروبي وقبيل انتخابات البرلمان الأوروبي للعام 2019 "إن كان الأمر برمته فقد أي معنى" في إشارة إلى التكتل.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، منع سالفيني سفينة (اكواريوس) التي كانت تقل 630 مهاجرا من الرسو في ايطاليا، ما أثار خلافا أوروبيا وانتقادات لاذعة من فرنسا.
وتتهم الحكومة الايطالية الشعبوية الجديدة باقي اعضاء الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن روما في وقت تحاول التعامل مع تدفق المهاجرين الذين يعبرون المتوسط قادمين من افريقيا.
ونقلت المجلة الألمانية عن سالفيني قوله "لا يمكننا استقبال حتى شخص إضافي واحد (...) على العكس، نريد أن نرسل بعضا" ممن هم في ايطاليا إلى دول أخرى.
وتسعى المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تواجه ضغوطات داخلية بشأن الهجرة إلى إبرام اتفاقيات لإعادة طالبي اللجوء الواصلين إلى بلادها إلى ايطاليا وغيرها من الدول التي تم تسجيلهم فيها قبل وصولهم إلى ألمانيا.
ولدى سؤاله بشأن إن كان موقفه قد يساهم في الاطاحة بميركل، قال سالفيني إن هذه ليست نيته رغم "التباعد" بين برلين وروما بشأن مسائل عدة لعل أبرزها الفائض التجاري الألماني الكبير.
وأعرب كذلك عن انزعاجه من وضع برلين وباريس على ما يبدو سلسلة مقترحات مشتركة لتشديد قواعد الهجرة قبيل "قمة مصغرة" في بروكسل الأحد وقمة كاملة للاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.
وكانت الصحف الألمانية نشرت ما وصفتها مسودة نتائج المباحثات الألمانية الفرنسية.
وأشارت روما إلى أن المحادثات وفقا للمقتطفات المسربة لم تتعامل بشكل كاف مع حماية الحدود الأوروبية وركزت بشكل مستفيض على إعادة توزيع المهاجرين ضمن أوروبا.
لكن حكومة ميركل أوضحت أن النتائج هي مجرد نقاط مطروحة للنقاش. وأكدت أنه لن يتم إصدار إعلان نهائي وأن الاتحاد الاوروبي لن يتوصل إلى حل مشترك في أي وقت قريب.
وقال سالفيني لـ (دير شبيغل)، إن "المسودات المصاغة مسبقا من قبل دول أخرى والتي يتم إرسالها لنا لاحقا عبر البريد الالكتروني لا تتماشى مع أسلوبنا في العمل"، مشددا على أنه ينبغي على فرنسا "أن تكف عن إعطائنا دروساً".
وفي وقت لاحق اليوم الجمعة، استبعدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل امكان التوصل الى "حل" اوروبي حول المهاجرين في قمة الاتحاد الاوروبي في 28 و29 حزيران (يونيو) الجاري علما أن بقاءها السياسي يعتمد على هذا الحل.

وقالت ميركل خلال زيارة الى لبنان "نعرف انه لن يتم التوصل الى حل على مستوى الدول الـ 28 الاعضاء من أجل حزمة شاملة حول مسائل الهجرة" خلال قمة بروكسل.
وما زالت مختلف البلدان الأوروبية منقسمة حول المسألة.
وشددت ميركل على ضرورة التوصل بالتالي الى "اتفاقات ثنائية وثلاثية ومتعددة الاطراف" خلال قمة مصغرة منفصلة تخصص لهذه المسألة الاحد المقبل.
وتفكر المستشارة ببلدان مثل ايطاليا واليونان او بلغاريا التي تحمل بسبب وضعها الجغرافي منذ سنوات العبء الثقيل على صعيد استقبال اللاجئين.
وقالت "بالتأكيد، جميع البلدان ليست متأثرة بالطريقة نفسها" بالمشكلة.
وأضافت المستشارة الالمانية "الاحد سيكون المناسبة لأول تبادل مع الدول المعنية"، مشيرة الى عقد اجتماع عمل والى انه لن يصدر بيان ختامي.

far
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025