القاهرة.. "إعلاميون ومحللون": خطاب الرئيس عباس بالأمم المتحدة شامل ووضع العالم أمام مسؤولياته
نشر بتاريخ: 2018-09-28 الساعة: 15:21
القاهرة-وكالات-أجمع إعلاميون ومحللون سياسيون في جمهورية مصر العربية، على أن خطاب الرئيس محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في دورتها الـ73، مساء أمس الخميس، كان خطابا جامعا وشاملا لكل مفاصل القضية الفلسطينية، إلى جانب تركيزه على الحق الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة، وعلى تحميل العالم أجمع مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني.
وأكد نائب رئيس تحرير صحيفة الاخبار المصرية مصطفى يوسف، أن الرئيس محمود عباس، طرح الموقف الفلسطيني بشكل دقيق وحاسم، محملا إسرائيل وحكومتها المسؤولية الكاملة بفعل إجراءاتها على الأرض والتي تستهدف تهويد القدس والقضاء على كل معالمها العربية الإسلامية والمسيحية وتراثها الديني والسياسي والتاريخي، بسياسات الاستيطان والسيطرة على الأرض ومصادرتها والقضاء كليا على حل الدولتين.
واشار الى ان الكلمة عكست هموم الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من استيطان وحصار وتضييق وقتل ونهب وعزل، إلى جانب الحرب الدينية التي تمارسها إسرائيل في القدس وتعززها بإجراءات على الأرض، إضافة إلى خطورة الوضع في الخان الاحمر وما يتعرض سكانه من قمع وتشريد يومي ورفض الاعتراف بحق الفلسطيني بالعيش بسلام على أرضه.
وبدوره أكد مراد فتحي مدير عام بالإذاعة المصرية، أن خطاب الرئيس الفلسطيني جاء معبرا عن إرادة الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وعن الهموم الذي يتعرض للتنكيل والتهجير والحصار، كما جدد التأكيد على ثوابت الفلسطينيين بشكل واضح، وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة وفق القرار 194، حيث إن إسرائيل حاولت ومن خلال سياستها عزل التحرك السياسي للرئيس وللقيادة الفلسطينية، لكن الرئيس استطاع الالتفاف على هذه السياسة، ودليل ذلك الواضح التأييد العالمي للرئيس.
من جانبها قالت نائب رئيس تحرير صحيفة المساء رضوى السيسي، أن الرئيس عباس أعلن خلال خطابة امام الجمعية العامة عن الملامح الواضحة للمرحلة القادمة، مشيرة إن الخطاب وضع العالم أمام مسؤولياته ونقل غضب الشعب الفلسطيني وإحباطه من السياسة الإسرائيلية الرافضة للسلام وللإجماع الدولي، مضيفة لنرى كيف سيتعامل العالم مع الخطاب وعليهم أن يقرأوه جيدا، مؤكدة أن مصر ستبقى دائما وابدا على مواقفها الثابتة والراسخة تجاه الشعب والقضية الفلسطينية .
من جهته عبر المحلل السياسي العراقي حميد جابي، عن سعادته الكبيرة باللهجة الواثقة التي تحدث بها الرئيس أثناء الخطاب، حيث أكد أنه لن يقبل بعد اليوم الرعاية الاميركية المنفردة لعملية السلام، بالإضافة الى الرفض التام أن يكون الدعم المقدم للفلسطينيين بديلاً للحل السياسي وبديلا عن رفع الحصار عن قطاع غزة، وبديلا عن إنهاء الانقسام الذي أضر بالقضية الفلسطينية منذ سنوات، معتبرا أن العالم بات الآن مطالبا بالخروج بموقف مشرف يثبت دعمه لحقوق الشعوب، ولتحقيق المبدأ الأساس الذي قامت عليه الأمم المتحدة وهو تحقيق الأمن والسلم الدوليين والحفاظ عليهما.
فيما أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية صفوت بيومي، أن خطاب الرئيس عباس، جاء قويا ومعززا لمطالب القيادة الفلسطينية في وقف ما تسمى بصفقة القرن، والقرار الخاص بتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا، ودعوة الرئيس الاميركي ترمب لإلغاء قراراته وإملاءاته بشأن القدس، واللاجئين والاستيطان، مشيرا إنه حان الوقت لوضع لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أسرع وقت ممكن.
ومن جانبه قال الكاتب الصحافي ورئيس الشؤون العربية بصحيفة الحياة اللندنية محمد الشاذلي، "إن الرئيس وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته والخطاب كان تأسيسا لخطة عمل سياسية ودبلوماسية للمرحلة القادمة حيث شدد على أن الالتزام بخيار حل الدولتين على حدود العام 1967 ما زال قائما، موضحا إن خطاب الرئيس محمود عباس بالأمس وجه رسالة واضحة للإدارة الاميركية ان القدس ليست للمساومة والبيع، حيث أن الخطاب هو بمثابة وثيقة سياسية هامة يشكل أساسا جيدا ومناسبا لبرنامج عمل وطني لإنهاء الاحتلال ومواجهة تحديات المرحلة المقبلة، مؤكدا ضرورة إنهاء ملف الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ليشارك الجميع في تحمل المسؤولية الوطنية في مواجهة الاحتلال وإجراءاته ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية والمسيحية".
وشدد الشاذلي على أنه آن الاوان للفلسطينيين ان ينتزعوا حريتهم واستقلالهم ويقيموا دولتهم التي أقرتها لهم المواثيق الدولية وعاصمتها الابدية القدس.
وبدوره قال الاعلامي أحمد يوسف بقناة دريم، ان الخطاب كان رسالة واضحة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الوضع الخطير الذي أوصلته إدارة ترمب والاحتلال، حيث أكد الرئيس للعالم وبوضوح أن "القدس ليست للبيع" وأن حقوق الشعب الفلسطيني ليست للمساومة، مضيفا أن الرئيس أستطاع بحنكة سياسية أن يكشف من خلال الخطاب الحقائق أمام العالم وأستطاع أن يسلط الضوء على خطورة الأوضاع في القدس، بالإضافة الى قانون القومية اليهودي العنصري والذي يلغي حل الدولتين، وضرورة دعم وكالة الغوث "الأونروا" بقرار دولي ثابت إلى أن يتم التوصل لحل دائم لقضية اللاجئين.
khl