الرئيس: لن نتراجع عن مواقفنا حتى يتراجع الأميركان والإسرائيليون عن مشروعهم
نشر بتاريخ: 2020-02-03 الساعة: 18:25قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، سنوقف التنسيق الأمني، ولن نتراجع عن مواقفنا حتى يتراجع الاميركان والاسرائيليون عن مشروعهم (صفقة القرن)، ولن نقبل ان تفرض أميركا شرعيتها وتلغي كل المرجعيات الدولية.
وأضاف سيادته لدى ترؤسه الجلسة الـ41 للحكومة، بحضور رئيس الوزراء محمد اشتية، في رام الله اليوم الإثنين، إما ان نأخذ حقوقنا كاملة حسب قرارات الشرعية الدولية، أو على إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كاملة كقوة احتلال.
وجدد الرئيس تأكيده على رفض أن تكون أميركا وسيطا في عملية السلام وحدها، وقال: منذ اوسلو عام 1993 ولغاية الآن لم تعطنا أميركا أي شيء.
وأضاف سيادته: لسنا عدميين ولن نتراجع إلا إذا تراجعوا وقبلوا بالمفاوضات على أساس الشرعية الدولية.
وقال سيادته: سنواصل تحركنا على كافة الصعد لمواجهة "صفقة القرن، وسنقدم رؤيتنا إلى مجلس الامن، وسنجدد رفضنا لهذه الصفقة، لأنها تنتقص من الحقوق الفلسطينية، وتتنكر لكل الاتفاقات وقرارات الشرعية الدولية.
ورد الرئيس على كل من يعتقد بأن "صفقة القرن" تشكل فرصة، قائلا: ليس هناك ايجابية في صفقة القرن، لا يمكن لانسان ان يقبل هذا المشروع لشعب تعداده 13 مليونا، ولا يوجد فيها فرصة حقيقية، متسائلا: أي فرصة هذه التي تعطينا 11% من أرضنا!.
دعا سيادته الحكومة الى الاستمرار في العمل بمنتهى الاهتمام وبنفس الوتيرة لتقديم الخدمات لابناء شعبنا، خاصة في مجال الصحة والتعليم.
وأشاد الرئيس بموقف العرب من "صفقة القرن"، وقال: "العرب وقفوا معنا وقفة رجل واحد، وأخذوا قرارا بالاجماع على مشروع القرار الذي قدمناه، ولم يحصل عليه اي تعديل واعتمد كما هو".
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
تعودنا دائما أن نقول نمر بظروف صعبة، يبدو أن كل حياتنا صعبة، ولكن هذه الايام استحقت الأمور تماما، وكما قلت في الجامعة العربية الآن وصلنا الى نهاية المطاف الذي بدأ عام 1917، وذكرنا العالم الذي نسي الاشياء الكثيرة، ذكرناه بوعد بلفور، الذي قال لمن تبقى للناس الموجودين على هذه الأرض حقوق مدنية ودينية، وثبت أن هذا المشروع بدأ الآن يُطبق، والذي وضع المشروع هو أميركا والذي يطبقه الآن هو أميركا، لأن كثيرا من الناس لا يعرفون الدور الذي قامت به أميركا في إصدار وعد بلفور.
الحقيقة هي (أميركا) التي تبنته من الألف الى الياء وهي التي وضعت صيغًا، وهي وضعته في ميثاق عصبة الأمم، ووضعته في صك الانتداب البريطاني على فلسطين لتنفيذه، وجاء الوقت لتنفيذه، وهذا ما نراه هذه الأيام، أن الفلسطينيين ليس لهم أي حق، الا الحقوق المدنية والدينية، وبالتالي علينا أن نفهم ما هو هذا المشروع الذي نحن مقبلون عليه.
ولكن بصرف النظر، نحن منذ أن أعلنت أميركا أنها تضم القدس وتعتبرها عاصمة لدولة اسرائيل، اكتفينا بهذا، ولذلك قلنا نقطع العلاقات مع أميركا، واستغرب الكثير من الناس، لماذا قلنا هذا ولم ننتظر المشروع؟، قلنا لهم كما يقولون المكتوب يظهر من عنوانه، وإذا كان أول القصيدة كفرا، فماذا ستكون نهايتها؟. وكل من قال هناك ايجابية واحدة للمشروع كان مخطئا، لأنه لا يوجد به أي ايجابية إطلاقا، كله يصيبنا ويصيب أرضنا ومستقبلنا.
حتى أنهم كانوا يتحدثون في الماضي عن المثلث، يمكن أن يظن الناس أني موافق على موضوع المثلث، طبعا نحن لا نوافق إطلاقا بأي حال من الأحوال أن تضم أرض وسكان من اسرائيل الى فلسطين، هم أهلنا والأرض أرضنا ولكن لتبقى عندهم، لن نقبلهم، ولن نقبل إطلاقا هذا المشروع، ونفهم ما الغرض من ورائه، بدون شرح وبدون تفصيل، معروف الغرض من وراء هذا المشروع.
لذلك تحدثنا بكل هذا أمام الجامعة العربية، كانت هناك شبهات وبعض الالتباس الذي سمعناه من بعض الدول العربية، البعض قال أرحب أو أشكر، كنا نظن أنه موافق، والحقيقة حتى لا نظلم أحدا، العرب جميعا وقفوا وقفة رجل واحد معنا وأخذوا قرارا، عندما قدمنا هذا المشروع كنا نتوقع أن يحصل تعديل هنا وتعديل هناك، يمكن أن يحصل، لكن لم يحصل أي تعديل على أي كلمة، وكل ما قدمناه اعتمد من قبل مجلس الوزراء العرب، وهذا شيء بالنسبة لنا مشرِّف.
الأخ محمد اشتية سيذهب الى القمة الافريقية، الأخ وزير الخارجية الآن انهى خطابه في القمة الاسلامية، وأنا سأكمل الى مجلس الأمن، ورؤيتنا التي سنقدمها في مجلس الأمن لا تختلف كثيرا عما قدمناه، ربما نختلف في التقديم والتأخير، لكن سنرفض المشروع ونطلب المفاوضات، لاننا لسنا عدميين، يعني لا نرفض وفقط، نرفض ونقول ماذا نريد ليفهمنا العالم، والعالم يجب أن يفهم لماذا نرفض، لأنهم (أميركا وإسرائيل) الغتا كل الشرعية الدولية وكل الاتفاقيات التي بيننا، وأهم اتفاق بيننا وبين الاسرائيليين اتفاق أوسلو، كثير من الناس لا يقبلون اتفاق اوسلو، لكن الحقيقة هو أهم اتفاق، ولو قارناه وهو اتفاق مرحلي بالاتفاق أو المشروع الذي قدم لنا، لا مجال للمقارنة إطلاقا، مشروعنا الأول هو مشروع انتقالي يعطينا 92% من الأرض، والباقي للمفاوضات، هذا لا يعطينا الا 8% من أراضي الضفة الغربية وغزة، ثم يقسمها الى 6 أقسام.
أرجو ان تُدرس هذه الصفقة، وتدرس من وسائل الاعلام لأن ذلك مهم جدا، صحيح هي من 180 صفحة، إنما نقدم ملخصا لها ونوزعه على العالم كله بـ50 صفحة لتقرأ، لأنه شيء لا يطاق، شيء لا يمكن أن يقبله الانسان، طبعا ليس لدينا وهمٌ أن اميركا ستقف معنا، أميركا لن تقف معنا، ولذلك رفضنا أن تكون اميركا وسيطا، ولنكون واقعيين، قلنا لن تكون وحدها على أساس أنه يجب أن يكون معها دول اخرى، الرباعية الدولية زائد أي دولة أخرى من أوروبا أو من العالم العربي، لا مانع لدينا، لكن ليس أميركا وحدها.
منذ اتفاق اوسلو لليوم، لم يحصل أي اتفاق بيننا وبين الأسرائيليين، بينما بغياب اميركا وهذه صدفة بحتة، إنه كيف غابت أميركا عن حوار استمر 8 أشهر ولم تسمع به، ولم يسمع به أحد، الا الاسرائيليون كانوا يسربون بعض المعلومات، وكنا دائما نغطيها، ونقول انها غير صحيح، وفعلا استمرت الى أن نجحنا.
الدولة العظمى في العالم، لا يجوز ان يحصل شي من وراء ظهرها، فوجدنا لهم مخرجا وقلنا لهم على لسان اسامة الباز، هذا صحيح وليس مبالغة وما قلنا أي كلمة غير صحيحة، وفعلا هم كانوا يعرفون باعتبار أن وزير الخارجية الاميركي، لم يكن مهتما كثيرا او متابعا ونسي انهم أخبروه.
مرت، وبعد ذلك اكتشفوا ان الاتفاق تم، وهو الاتفاق الوحيد الذي تم بغياب امريكا. لم تعطنا أميركا منذ عام 93 الى الان شيئا، ذهبنا الى كامب دايفيد وواي ريفر، وقدموا الينا مرارا وتكرارا، وكان كله مضيعة للوقت، الى ان جاءوا بهذا المشروع.
اذا استمر الامريكان في هذا المشروع، المقاطعة موجودة، ونحن قاطعناهم بعد القدس، قاطعنا امريكا والادارة والبيت الابيض لن نتكلم معهم، واستمرينا في قناة واحدة، ويمكن ان تقطع، ولا يوجد بيننا علاقات اقتصادية لأنهم قطعوا المعونات والمساعدات وغيرها.
كذلك مع اسرائيل لا يوجد الآن، الا البضائع التي يبيعوننا اياها ونشتريها، سنوقف التنسيق الامني ليس لدينا مانع، ولن نتراجع عما قررناه اذا استمروا في هذا الخط، قلنا رأينا، اذا بدكم هذا النهج او هذه الخطة، نحن لا نريد ان نستمر في هذه العلاقة معكم، ولن نخسر شيئا.
قلنا لهم تفضلوا لتسلم الهدية التي اعطيتمونا اياها في اوسلو، لأننا نتحمل كل المسؤولية وهم لا يتحملون شيئا، نفضوا عبء الفلسطينيين ومشاكلهم عن ظهرهم، لا، تعالوا تحملوا مسؤوليتكم، او نأخذ حقوقنا كاملة حسب الشرعية الدولية، وهي قررات مجلس الامن والجمعية العمومية، اي قرار ممكن ان يضعوه على الطاولة انا موافق عليه. منذ قراري 242 و338 ولهذا الوقت.
الان يجب ان نستمر في عملنا، وان لا نتوقف ما دمنا نريد قطع العلاقات، يجب ان نستمر كما بدأنا بذات الاهتمام وعلى الوتيرة نفسها في عملنا حتى اللحظة الاخيرة، هذه كلها خدمات لشعبنا واهلنا والجامعات والمدارس والمياه والصحة كلها مفيدة لشعبنا، وسنستمر فيها إلى أن نعجز عن ذلك، والى ان يقولوا نريد ان نستلم، ونقول تعالوا تفضلو استلموا.
اما بهذا الجبنة السويسرية التي قدموها لنا (خارطة فلسطين التي نشرها ترمب)، فهذه لا تطاق، عندما سمعت بتفاصيل القدس في الصفقة صدمت صدمة عنيفة، لكن ما رأيته (الخريطة) شيء غير معقول لا يمكن للانسان ان يقبله في القرن الواحد والعشرين، لا يمكن أن نقبل هكذا مشروع لشعب تعداده 13 مليون انسان، هذا يعني ان سيكون غير قادرا على ان يحكم نفسه ولن تكون هناك دولة مستقلة ولن يكون له موقف سياسي، ليس لنا شيء، نحن فقط نعود الى وعد بلفور، الذي قال حقوق مدنية للسكان الآخرين، ولم يقل من هم، عندما زار هرتسل وغيره فلسطين عام 1901 رأوا أن هناك شعب، فقال مقولته المشهورة "علينا ان نمحو الفلسطينيين من فلسطين لتصبح فلسطين ارضا بلا شعب، لشعب بلا ارض"، هي هكذا في الاصل رأى شعبا موجودا وكان اليهود اقلية مجرد 10 او 15 الف، وقال حتى نبني مشروعنا، يجب ان نمحو الفلسطينيين.
على كل حال، هذا ما حصل، ونحن ماضون ولن نتراجع، الا اذا تراجعوا هم، فنحن لسنا عدميين، واذا تراجعوا عن المشروع وقبلوا بمفاوضات دولية على اساس الشرعية الدولية بمؤتمر دولي بلجنة رباعية خماسية سداسية، لا فرق، لا مانع لدينا، ما نفهمه هو احترام الاتفاقيات والشرعية الدولية.
ما معني أن تفرض اميركا شرعيتها وتقرر، اذا هيك، الغوا الامم المتحدة، وقولوا لا يوجد امم متحدة، وسلموا امركم لله، وقولوا محكومين لامريكا ودعوها تظل موجودة وتحكمنا، اقبلوا بهذا، واذا قبلتم بذلك فاهلا وسهلا، اما ان تبقى امريكا تقرر وحدها وتلغي كل الشرعيات الدولية، فهذا شي لا يعقل.
نقطة ثانية اخيرة، عن كوشنير الذي يردد مقولة "أبا ايبان"، لا يضيعون فرصة حتى يضيعون فرصة أخرى، اريد ان أفهم أين الفرص التي يتحدثون عنها، أعطني فرصة حقيقية لأحصل على حقي، نطالب بـ22% من ارض فلسطين التاريخية، ومع ذلك رضينا بالبين والبين ما رضي فينا، وفوق ذلك جعلوها في المشروع الجديد 11%، هل هذه فرص؟ أعطني فرصة صحيحة. يوم ان دخلنا مع رابين في فرصة حققنا بالفعل، وقال (رابين) هذه ارضكم وهذه بلادكم والان نريد ان نسير فيها خطوة خطوة، وقال في نص الاتفاق إن كل الاراضي فلسطينية باستثناء المستوطنات الموجودة نريد ان نجد لها حلا، وبالتالي حصلنا على 92% من الارض. اولمرت تكلمت معه مرارا، ولم يأت على ذكر الأمر وكان يقول القدس والـ67 لكم.
ويأتي كوشنر ويقول "إنهم لا يضيعون فرصة حتى يضيعوا فرصة أخرى"، والعالم يصدق ويكرر أن الفلسطينيين لا يريدون السلام ولا يريدون شيئا.
khl